جاء في زاد المعاد لابن القيم ” ج1 ص117 ” أن النبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ في خطبة الجمعة لم يكن يأخذ بيده سيفًا ولا غيره، وإنّما كان يعتمد على قوس وعصا قبل أن يتّخذ المنبر، وكان في الحرب يعتمد على قوس وفي الجمعة يعتمد على عصا، ولم يحفظ عنه أنه اعتمد على سيف، وما يظنُّه بعض الجُهّال أنه كان يعتمد على السيف دائمًا وأن ذلك إشارة إلى أن الدين قام بالسيف فمن فرط جهله، فإنه لا يحفظ عنه بعد اتخاذ المنبر أنه كان يَرقاه بسيف ولا قوس ولا غيره، ولا قبل اتّخاذه أنه أخذ بيده سيفًا ألبتّة، وإنما كان يعتمد على عصا أو قوس.
وجاء في شرح الزرقاني على المواهب اللدنية ” ج7 ص384 ” أن النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ كان يخطب متوكِّئًا على قوس تارة أو عصا تارة أخرى. وفي سنن أبي داود: كان إذا قامَ يخطب أخذ عصا فتوكَّأ عليها وهو على المنبر، وفي سنن ابن ماجه وسنن البيهقي ومستدرك الحاكم أنّه كان إذا خطب في الحرب خطب على قوس وإذا خطب في الجمعة خطب على عصا، وأشار إلى ما ذكره ابن القيِّم من رفض التعليل بأن الإسلام قام بالسيف.
وجاء في مجلة الإسلام ـ المجلد الثالث ـ العدد 26 أن بعض العلماء قال: إن الخطيب يتقلَّد السيف ولا يمسكه كما عليه خطباء زمانِنا، وبعض العلماء قال: إنه يُمسكه بيَسارِه، أي يتقلَّدُه ويمسكه بيساره عند الحنفيّة، أما عند الأئمة الثلاثة فالسُّنّة الاعتماد وقتَ الخُطبة على سيف أو عصا أو قوس أو نحو ذلك، ولا يتعيّن السيف عندهم.
هذه صورة من آراء العلماء. وفي إمساك الخطيب بسيف أو عصا أو اعتماده على أي شيء، وذلك كلُّه لمعاونة الخطيب وشدّ أزره، وذلك بأي شيء يحقق ذلك ولو الإمساك بحرف المنبر، وربّما لا يحتاج إلى الاعتماد على أي شيء، والأمر أيسر وأهون من أن نختلف فيه أو نتعصب، والمهم أن ننفيَ فكرة أن الإسلام انتشر بالسيف.