إن المسلم الصادق في إسلامه يتقبل أحداث الحياة بقلب صابر، وبتسليم لأمر الله الذي لا بد هو كائن. رضي به العباد أم لم يرضوا ، فبالصبر والتسليم ينال الإنسان الأجر من ربه، ويخفف عنه من مصابه. فقد قال تعالى وقوله الحق: ” وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ” (الآيات 155، 156، 157 من سورة البقرة).
وما تفعله بعض النساء عند سماع نبأ وفاة أقرب الناس إليها فإنه من فعل الجاهلية، وقد برئ منه ومن فاعلاته نبي الهدى ﷺ فقال: “ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية” رواه البخاري ومسلم، “وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: أنا بريء ممن برئ منه رسول الله ﷺ إن رسول الله صلى الله علي وسلم برئ من الصالقة والحالقة والشاقة” رواه البخاري ومسلم والصالقة هي ترفع صوتها بالندب والنياحة والحالقة هي التي تحلق رأسها عند المصيبة والشاقة هي التي تشق ثوبها.
ويجب على المسلم أن يعل أن الإسلام لا يقف في وجه العواطف البشرية ما دامت لم تتجاوز حدودها ولم ينفلت زمامها، فللإنسان أن يحزن وأن تدمع عيناه إذا ما فقد عزيزًا عليه ، على ألا يخرجه حزنه إلى الجزع والهلع، فقد بكى رسول الله ﷺ يوم موت ولده إبراهيم وقال: “إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون.
فمن أخطأ وفعل فعل الجاهلية أو ما يغضب الله سبحانه وتعالى فعليه أن يتوب إلى الله ويستغفره والله غفور رحيم والميت أشد ما يحتاجه ليس الغضب والإنفعال بل يحتاج إلى الدعاء والإستمرار في الدعاء.