الزواج في حد ذاته ليس من مرجِّحات الإمامة، اللهم إلا عند التساوي في كل شيء فيقدَّم المتزوج على غير المتزوج. يقول الأستاذ الدكتور محمد السيد أحمد المسير-رحمه الله تعالى- (أستاذ العقيدة بالأزهر) حول هذه المسألة:
هناك حديث شريف يبين فيه الرسول ـ ﷺ ـ الأحق بالإمامة، فيقول: “يؤمُّ القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواءً فأعلمُهم بالسُّنَّة، فإن كانوا في السُّنَّة سواءً فأقدمُهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواءً فأقدمُهم سلمًا” وفي رواية “فأقدُمهم سِنًّا.
من هنا يتبين أن المدار على قراءة القرآن وفقه أحكام الشريعة، فمن حازهما فهو المقدَّم ولو صغيرًا، وقد جاء في حديث عمرو بن سلمة أنه كان يؤمُّ قومه وهو صبيٌّ.
ويضاف إلى حسن القراءة وفقه الأحكام عدالةُ الإمام، بمعنى ألَّا يقترف كبيرة ولا يُصِرَّ على صغيرة، فمتى ثبتت العدالة لشخص سواء كان شابًّا أو كهلًا، وسواء كان متزوجًا أو غير متزوج، فهو أهل للإمامة، فالزواج في حد ذاته ليس من مرجِّحات الإمامة، اللهم إلا عند التساوي في كل شيء فيقدَّم المتزوج على غير المتزوج.
ولا ننسى أن الشاب الذي اعتاد الخطابة ويؤمُّ الناس في المساجد هو شاب نشأ في عبادة ربه، وهو من السبعة الذين يُظلُّهم الله في ظلِّ عرشه يوم القيامة.