حج بيت الله الحرام هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو واجب مرة واحدة في العمر على كل مسلم بالغ عاقل إذا استطاع إليه سبيلا، أي إذا كانت له القدرة المادية والصحية على أداء هذه الفريضة.
يقول الدكتور ـ محمد سيد أحمد المسير ـ أستاذ العقيدة بكلية أصول الدين ـ جامعة الأزهر:
هناك في الحج أركان وواجبات وسنن:
فالركن لابد أن يُؤتَى به ولا يتمّ الحج بدونه.
والواجب قد يُجبَر بدم عند تركه.
والسنة من الخير فعلها لمزيد الثواب ولا يلزم بتركها شيء.
من أركان الحج :
(1) الإحرامُ مع النية، بأن يقول المسلم عند الميقات: اللهم إني نويت الحج فتقبَّلْه منِّي ويسِّره لي. قال ﷺ: “إنما الأعمال بالنيات.
(2) السعيُ والطواف قال الله تعالى: (وَلْيَطَّوَّفُوا بالبيت العتيق) (الحج: 78) وقال جل شأنه: (إن الصفَا والمروةَ من شعائر الله).
3) الوقوفُ بعرفة يوم التاسع من ذي الحجة لقوله ﷺ: “الحجُّ عرفة”.
واجبات الحج:
(1) الإحرام من الميقات، فلكل بلد مكانٌ خاص لا يتجاوزه الحاجُّ إلا مُحرِمًا ناويًا لما أراد من حج أو عمرة.
(2) رميُ الجمار يوم العيد وأيام التشريق.
(3) المَبِيتُ بمنًى أيام الرمي. فمثل هذه الأشياء يجب فعلها، ومن ترك منها شيئًا ولم يأته فيُمكن جبرُ ذلك بذبح الهَدي ، وذلك على حسب الظروف والأحوال .
السنن التي يَحرص الحاجُّ عليها رجاءَ ثوابها:
(1) الإكثارُ من التلبية، ويرفع الرجل بها صوته، وتتأكد بتغير الأحوال؛ كركوب وصعود وهبوط واختلاط رفقة وإقبال ليل أو نهار. وليس في السعي أو الطواف تلبيةٌ وإنما هناك ذكرٌ ودعاءٌ.
(2) الدعاء عند رؤية الكعبة المشرفة لأول مرة أن يرفع يديه قائلًا: “اللهم زِدْ هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابةً، وزِدْ من شرَّفه وكرَّمه ممَّن حجَّه أو اعتمره تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبرًّا، اللهم أنت السلام ومنك السلام فحَيِّنَا ربنا بالسلام.
(3) طوافُ القُدوم لمن دخل مكة قبل الوقوف بعرفة.
(4) ركعَتَا الطواف خلف المقام، فإن لم يتيسر ففي الحجر، فإن لم يتيسر ففي المسجد، وإلا في أيّ مكان من الحرم بمكة.
هذا، وتفصيل الأركان والواجبات والسنن موجود في كتب الفقه. وقد يُعِدُّ بعض العلماء مَنسَكًا في الأركان ويُعِدُّه آخرون واجبًا، وقد نجد مَنسَكًا مختلَفًا في أنه واجب أو سنة، واجتهاد المذاهب الفقهية رحمة بالأمة، وعلى المسلم أن يلتزم بكل ما ورد عن رسول الله ـ ﷺ ـ بقدر ظروفه وأحواله (وما جعَل عليكم في الدين من حَرَج) (الحج: 78).