روى البخاري ومسلم وغيرهما عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ وَيُقَالُ لَهُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ…. الحديث.

قال الحافظ ابن حجر: رحمه الله وحديث ابن مسعود بجميع طرقه يدل على أن الجنين يتقلب في مائة وعشرين يوماً في ثلاثة أطوار، كل طور منها في أربعين ثم تكملتها ينفخ فيه الروح، وقد ذكر الله تعالى هذه الأطوار الثلاثة من غير تقييد بمدة في عدة سور……، إلى أن قال رحمه الله: وزاد في سورة (قد أفلح) بعد المضغة: فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً [المؤمنون:14]. ويؤخذ منها ومن حديث الباب أن تصير المضغة عظاماً بعد نفخ الروح .

وخلاصة القول في هذا المبحث أي في مراحل تكوين الإنسان أنه يمر بخمس مراحل:

الأولى: مرحلة النطفة وهي أربعون يوماً.

المرحلة الثانية: مرحلة العلقة وهي قطعة دم جامد وتستمر أربعين يوماً.

المرحلة الثالثة: مرحلة المضغة وهي قطعة لحم صغيرة وتستمر أربعين يوماً. وبعد هذه المدة وهي مائة وعشرون يوماً تنفخ فيه الروح. وقد نقل الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، اتفاق العلماء على أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد أربعة أشهر. نقل ذلك عن الفاضل علي بن المهذب الحموي الطبيب.

المرحلة الرابعة: مرحلة العظام وقد ورد في بعض الروايات التي أشار إليها الحافظ ابن حجر في شرحه للبخاري أن هذه المرحلة تستمر أربعين يوماً.

المرحلة الخامسة: وهي التي قال الله عنها: فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً [المؤمنون:14].