أحكام الحمل والنسب

استئجار الأرحام ومعنى الأمومة في الإسلام

اخترت هذا الاسم لأفرق بينه وبين ما تناقلته الصحف من سنوات عن جنين أنبوب الاختبار وما صحب ذلك من تهاويل فهذا موضوع آخر . ولتبيان موضوعنا أذكر القاريء بأن أول تكوين الجنين هو التحام خلية من الرجل هي الحيوان المنوي بخلية من الأنثى هي البويضة التي تخرج من أحد المبيضين فيتلقفها أنبوب (أيمن أو أيسر) واصل إلى الرحم، ويتم هذا الالتحام في هذا الأنبوب منتجًا البويضة الملقحة أو البيضة . . وهي التي ترحل إلى الرحم وتنغرس في بطانته وتشرع في الانقسام بغير توقف إلى ملايين الخلايا التي تعطي الجنين الكامل الذي يولد طفلاً . فالجنين إذن التحام نصفين نصف آت من الخصية ونصف آت من المبيض . أما الرحم فمستودع ومستزرع وحاضن يفي بالغذاء والنماء. نذكر بعد ذلك نموذجًا لمرض خلقي . . تكون فيه المرأة ذات مبيض ولكنها غير ذات رحم . . وتفرز كل شهر بويضة ولكنها تهدر لأن غياب الرحم معناه الحيلولة بين المني وبين البويضة وكذلك غياب الحاضن الطبيعي للجنين منذ تكونه من التحام خليتين حتى استوائه في أواخر الحمل. والبحث الجاري الآن ينصب على شفط البويضة من مبيضها خلال منظار يخترق جدار البطن (وقد تمت هذه الخطوة)، ثم تلقيح هذه البويضة بمنوي من الزوج يلتحم بها ليكونا بيضة تشرع في الانقسام إلى عديد من الخلايا (وقد تمت هذه الخطوة أيضا) ثم إيداع هذه الكتلة من الخلايا أي الجنين الباكر رحم امرأة أخرى بعد إعداده هرمونيًا لاستقبال جنين . . فيكمل الجنين نماءه في رحم هذه السيدة المضيفة حتى تلده وتسلمه لوالديه اللذين منهما تكون. هذه الخطوة لم تتم بعد ولكنها بلغت درجة الممكن . وقد تمت بنجاح في الحيوانات بل وعلى درجتين، إذ تم استخراج أجنة نعاج في بريطانيا وإيداعها رحم أرنبة حملت بالطائرة لجنوب أفريقيا حيث استخرجت مرة أخرى وأودعت أرحام نعاج من فصيلة أخرى حضنتها حتى ولدتها على هيئة سلالتها الأصلية. قد عرفنا الأم في الرضاع وأحكام الأخوة في الرضاع . والآن أدركنا أن للمرء بأمه صلتين صلة تكوين ووراثة أصلها المبيض وصلة حمل وحضانة أصلها الرحم . وحتى الآن كانت صلة الرحم تطلق مجازًا على الجميع . ولكن ماذا إذا انشعبت النسبتان فكان التكوين من امرأة والحضانة من أخرى .وأين تقف صلة الرحم من بنوة المبيض . . وما حقوق هذه الحاضن وماذا يترتب على ذلك من أحكام ؟