يحرم على المسلم مشاهدة الأفلام الكارتونية ذات الشخصيات العارية، فالعلماء الذين أباحوا عمل الرسوم المتحركة أومشاهدتها جعلوا ذلك مشروطة بألا تشتمل على أمر مخالف لقواعد الشرع وأحكامه فإن كانت كذلك فهي محرّمة سواء أكان صنعا أو مشاهدة.

وإن أعظم الأخطار على أفراد الأسرة من الأطفال : الألعاب الإلكترونية ، والرسوم المتحركة.
ومن المعلوم أن التعليم في الصغَر كالنقش في الحجر ، فيثبت ويرسخ ما يتعلمه الطفل في صغر سنِّه ، فكيف يكون ذلك النقش لو أن التعليم كان مصحوباً بصوت وصورة متحركة ؟! لا شك أن هذا سيكون أبلغ في حفره في ذهنه ، ثم إن الطفل سيسعى لتطبيق ما نُقش في ذهنه ، ليجعله واقعاً في حياته ، وهو ما يؤدي إلى جرائم قتل وسرقات واعتداءات وغيرها ، ثم إن في أفلام الرسوم المتحركة الجنسية يتم تطبيق ما يراه الطفل في أفظع منظر ، وأخزى صورة ، من العري ، والتقبيل ، والضم ، والمضاجعة ، ومع من ؟ مع أخيه ! أو أخته ! وهو إما يكون صغيراً لا يدري ما يفعل على وجه الحقيقة ، أو أنه في بداية بلوغه ، وهنا يكون الخطر الداهم .

ولا يشك عاقل أبدا أن مشاهدة الأفلام الكارتونية الجنسية جريمة في حق الإنسان مع نفسه ، وجريمة في حق أولاده إن مكَّنهم من مشاهدتها ، ومثل هذا لا تأتي الشريعة بإباحته ، بل هي سبَّاقة للتحذير منه ، وتحريمه ، والقضاء عليه ، ومما يدل على حرمتها الآتي :
1. قال تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ … ) النور/ 30 ، 31 .
2. قال تعالى : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) الإسراء/ 36 .
3. عموم الأحاديث التي جاءت بتحريم التصوير باليد ، وهو سبب منع بعض العلماء للرسوم المتحركة بخيرها وشرِّها ، ومن استثنى منهم منها شيئاً فإنما استثنى ما فيه نفع وخير ، وهذه الرسوم المتحركة الجنسية ليست كذلك ، فهي ليست مباحة عند أحد من أهل العلم .
ولا يستطيع مسلم أن يقول أن النظر إلى الأفلام الكرتونية الجنسية لا يؤثر سلباً في السلوك ، ولا تسبب تركه للصلاة ، ولا يدعو إلى محرمات وهذا لا يوافق الحقيقة ، ولا يطابق للواقع ؛ فإن أثر هذه الأفلام سيء للغاية ، وإن صوره تنطبع في ذهن المسلم صغيرا أو كبيرا حتى لا تكاد تُمحى ،
فإن هذا ذنب آخر ، بغض النظر عن سبب هذا الترك .

يقول الدكتور أحمد الحجي الكردي- أستاذ الشريعة بجامعة دمشق- : مشاهدة الأفلام الكرتونية المتهتكة طريق للوصول إلى الفاحشة، ولذلك حرمت لما سوف تؤدي إليه غالباً، والأضرار التي هي نتائج هذه المحرمات كثيرة ملموسة، وأغلبها خلقي ونفسي وتربوي واجتماعي؛ لأن الرجل الذي يرى هذه الصور الإباحية قد لا تعجبه بعد ذلك زوجته فيكرهها وينبذها ويستغني عنها ويشعر باشمئزاز منها، وكذلك الحال في الزوجة إذا رأت هذه الصور العارية فإنه قد لا يعجبها زوجها بعد ذلك، فتكرهه وتقصر في حقه، فتتفكك الأسر بذلك، وتتخرب الأخلاق ويتفلت المجتمع، والمجتمعات الأجنبية أكبر شاهد على ذلك، وربما نتج عن ذلك أمراض واعتلالات صحية أيضا، لأن الأمر قد لا يقف عند حد المشاهدة، ولكن يتعداها إلى ما وراءها من الاتصالات المشبوهة التي تخفى تحتها الإيدز وأعمامه وأخواله من الأمراض المخيفة.