إن من المعلوم المؤكد أن الإيمان في قلب المؤمن يزيد وينقص، وزيادته تكون بالصدق والإخلاص في القول والعمل، ونقصانه يكون بسبب الإهمال في الطاعة والانصراف عن العبودية الخالصة لله وحده، وعندئذ يستحوذ الشيطان على المسلم ليسقط في تيه الجهالة، بعيدًا عن نور الإيمان.

لا شك أننا نحسب من كان صاحب دين هو من الفاهمين لدينه، ولكن ينقصه أن يضبط إيمانه، وأن يقويه عن طريق الاستعانة بالله عز وجل، والثقة فيه، وكثرة قراءة القرآن والانشغال بقراءة كتب السيرة، وتاريخ الرجال والصحابة، وألاَّ يغفل عن ذكر الله حال يقظته وعند نومه، وأن يتحرَّى المنهج اليومي الذي كان عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) في حياته وعلَّمه لأصحابه، فيُلزم نفسه بذلك.

أضافة إلى ذلك أنه يكثر من الصيام، وبخاصة يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع؛ ليعيش مع الله تعالى وتحفظه الملائكة، ومتى كان كذلك وسأل الله عز وجل أن يحفظه من الزلل، ومن السقطات، وأن يستحضر عظمة الله ورقابته عليه؛ لأن كلامه الذي يعلِّمه للناس حجة عليه، وسيسأل عنه يوم القيامة، فعندئذ يدخل في قلبه الرهبة من الله والخشية منه، ويستقيم على الطريق كما أمره الله ورسوله.