معنى الآية الكريمة : أن الله تعالى أعطانا الإبل والبقر والغنم وسخرها لنا، وجعل لنا فيها كثيراً من الخير والمنافع.
وشرع لنا أن نتقرب إليه منها بنحر الهدي في الحج والعمرة، وذبحها أضحية في عيد الأضحى، وأن نأكل منها ونطعم السائل والفقير المتعفف؛ مواساةً لهم، ورجاء الأجر والمثوبة، وشكراً لله على نعمه العظيمة التي أولانا إياها بفضله وجوده وكرمه.
والمقصود بالقانع أي : السائل الذي يطلب العطاء.
والمُعْتَرُّ هو: الذي يتعرض للناس دون سؤال ليعطوه.
وقيل القانع: الراضي بما عنده وبما يعطى من غير سؤال.
والمعتر هو: المتعرض للناس مع سؤالهم العطاء.
يقول الحافظ ابن كثير في تفسير المعنى الإجمالي للآية :
” يقول تعالى ممتنا على عباده فيما خلق لهم من البدن ، وجعلها من شعائره ، وهو أنه جعلها تهدى إلى بيته الحرام ، بل هي أفضل ما يهدى إلى بيته الحرام .
وقوله : ( لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ) ، أي : ثواب في الدار الآخرة .
وقال الأعمش ، عن أبي ظِبْيَان ، عن ابن عباس في قوله : ( فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ) ، قال : قيامًا على ثلاث قوائم ، معقولةً يدُها اليسرى ، يقول : ” بسم الله والله أكبر ، اللهم منك ولك ” وكذلك روى مجاهد ، وعلي بن أبي طلحة ، والعَوْفي ، عن ابن عباس ، نحو هذا.
وقوله : ( فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا ) قال : ابن أبي نَجِيح ، عن مجاهد : يعني : سقطت إلى الأرض ” انتهى باختصار .
أما قوله تعالى : ( وأطعموا القانع والمعتر ) : فقد اختلف في تفسيرها أهل العلم على أقوال كثيرة ، اختار الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره (ص/538) منها : أن القانع هو الفقير الذي لا يَسأل ، والمعتر : هو الفقير الذي يسأل .