من الأمور المركوزة عند البشر أن الحلق و الأقراط من حلية النساء لا الرجال ، و قد منع الإسلام التشبه بين الرجال والنساء ، وفيه أيضا تقليد للكفرة وتقليد الكفر ممنوع شرعا ، كما أن الإسلام أغنى الرجال بلبس خاتم الفضة ؛ فلذا لا يجوز للرجال أن يلبسوا الحلق والأقراط .
يقول الشيخ محمد صالح المنجد:
لبس الحِلَق والأقراط والأساور من حلية النساء ، وقد جاء عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ رواه البخاري 5435
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ . رواه أبو داود في كتاب اللباس من سننه باب في لباس النساء.
وبناءً عليه فإنّه لا يجوز للرجل أن يلبس الأقراط في أذنيه ولا الحِلق في أذنيه أو أنفه ، واحتجاج من يجوّز ذلك بأنّ أفراد قبيلة قريش كانوا يفعلون ذلك يحتاج إلى إثبات الدّليل أولا فأين هو ؟
وهم إذا كانوا يفعلونه في الجاهلية وجاء الإسلام ومنع الرّجل أن يلبس حليّ المرأة ويتشبّه بها كما في الأحاديث السّابقة فإنّ العبرة بما جاءت به الشّريعة وليس في فعل قريش ولا غيرها .
أمر آخر أنّ حليّ المرأة التي كانت معروفة عند قريش وغيرها تشمل الأقراط في الأذنين والأساور في اليدين والخلخال في السّاقين والدُّملج في العَضُد ، والشّاهد أنّ هذه أمور معروفة من حليّ المرأة قديما .
ثم إنّ الشّريعة قد أغنت الرّجال في مسألة الزّينة بإباحة لبس خاتم الفضّة لهم كما جاء عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ الْفِضَّةِ . رواه البخاري 5417 ورخّصت الشريعة للرجال عند الحاجة باتّخاذ الذّهب والفضّة في بدائل الأسنان والأنف ونحو ذلك .
و نقول : إنّ من يلبس الحِلَق من المسلمين إنّما يتشّبهون بالكفرة في ذلك فإنّ هذا معروفا عندهم في هذه الأيّام جرت به موضاتهم وتقليعاتهم يلبسونها في الأذنين والأنف والشّفة والخدّ وجانب الوجه وغيرها من مناطق الجسم وقد قال النبي ﷺ : مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ . ” رواه أبو داود في كتاب اللباس من سننه باب في لباس الشّهرة .
فينبغي على من فعل ذلك أن يتوب إلى الله ، وأن لا يُجادل بالباطل ، وأن يتميّز بشخصيته ولباسه عن الكفّار كما أمرتنا الشّريعة بذلك.