يقول الدكتور حسام الدين عفانة أستاذ الفقه بجامعة القدس :
يجوز أن يصلي المسلم صلاة الفجر في الباص بالكيفية التي يستطيعها حتى لا تفوته الصلاة إذا كان قد ركب قبل الفجر ولا يتوقف الباص إلا بعد طلوع الشمس، فإذا أمكنه الركوع والسجود واستقبال القبلة فيجب عليه ذلك وإن لم يستطع الركوع والسجود واستقبال القبلة فإنه يصلي بقدر طاقته فيومئ إيماء “يشير” ويجعل السجود أكثر انخفاضاً من الركوع ، وهكذا.
فدين الإسلام دين يسر وسهولة فقد قال سبحانه وتعالى :( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) ويقول عليه الصلاة والسلام :( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) رواه البخاري ومسلم .
وقد ورد في الحديث عن يعلى بن أمية :( أن النبي ﷺ انتهى إلى مضيق هو وأصحابه وهو على راحلته والسماء من فوقهم المطر والبلة من أسفل منهم، فحضرت الصلاة فأمر المؤذن فأذن وأقام، ثم تقدّم رسول الله ﷺ على راحلته فصلى بهم يومئ إيماء يجعل السجود أخفض من الركوع ) رواه أحمد والترمذي، وفي سنده ضعف ولكن الترمذي قال بعد أن ساق الحديث وبين ما فيه :( والعمل على هذا عند أهل العلم وبه يقول أحمد وإسحاق .
وقال أبو بكر بن العربي : حديث يعلى ضعيف السند صحيح المعنى، ثم قال : الصلاة على الدابة بالإيماء صحيحة إذا خاف من خروج وقت الصلاة ولم يقدر على النزول لضيق الموضع أو لأنه عليه الطين والماء .
وبناء على ما تقدم فتصح صلاة الفريضة في السيارة أو الباص أو الطائرة أو القطار أو نحو ذلك .
هذا إذا كان المصلي يخشى خروج الوقت أما إذا كان يعلم أنه يصل إلى غايته قبل خروج وقت الصلاة بمدة كافية لأداء الصلاة فلا ينبغي له أن يصلي الفريضة في السيارة ونحوها وكذلك الحال إذا كانت الصلاة تجمع إلى غيرها فإما أن يصلي جمع تقديم أو تأخير ولا يصليها في السيارة ونحوها .