الحكم على الشيء الذي لم يرد فيه نص شرعي بالإباحة أو الحرمة يبقى على أصله من الإباحة، إلا أن تتدخل النية فيه بالتغيير، وزيارة الأطفال للكنائس إن كان بعيدا عن المعتقدات المحرفة من الصلب وغيره ، فلا بأس به ، وإلا فينهى عنه ، والأولى عدم زيارة الأطفال لها.

الحالة التي يجوز فيها زيارة الأطفال للكنيسة:

يقول الشيخ عبد الخالق الشريف من علماء مصر :

الذهاب إلى الكنيسة على وجهين:

الأول، الدخول في الصالة التي يصلون فيها ويعبدون فيها وبداخلها المذبح فهذا محرم؛ لوجود الصور والتماثيل فيها، وللكلمات الباطلة التي يقولونها حال صلاتهم أو غير ذلك.

الثاني، الذهاب إلى الكنيسة بمعنى القاعات الخارجة عن قاعة العبادة أو الحدائق الملحقة بها للعب والأولاد في صحبة ولي أمرهم دون أن يتأثروا بتعظيمها أو ما شابه ذلك فلا حرج فيه .انتهى

حكم دخول الكنائس وزيارة الأطفال لها:

يقول الدكتور سامي بن عبد العزيز الماجد من علماء السعودية :
لا بأس بدخول الكنائس بل والصلاة فيها إذا لم يكن فيها صور ولا تماثيل، وقد ثبت عن بعض الصحابة – رضي الله عنهم -أنهم دخلوها وصلوا فيها.
أما إذا كان فيها صورٌ أو تماثيل فلا تُشرع الصلاة فيها، كما يُكره دخولها حينئذ لما أخرجه البخاري عن عمر (تعليقاً وصله عبدالزراق من طريق أسلم مولى عمر)، قال: إنّا لا ندخل كنائسكم من أجل الصور التي فيها، يعني التماثيل. وكذلك كره دخولها الإمام مالك رحمه الله.
ويظهر لي ـ والله أعلم ـ أن المفاسد من دخول أطفال المسلمين للكنائس تغلب على المصالح المرجوة، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح، والكنائس لا تخلو ـ غالباً ـ من تمثال رجل مصلوب يزعمونه عيسى عليه الصلاة والسلام، ويعلقون فيها صورة امرأة يزعمونها مريم العذراء. عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة.
والطفل حين يرى هذه الصور والتماثيل فإنه يُخشى عليه أن يتعلق بها قلبه، وتشوش عليه معتقده، فلا يُذكر له عيسى عليه السلام إلا ويتجسد له شخصه الطاهر الكريم في تمثال ذلك الرجل المصلوب، ولا تُذكر له مريم إلا ويتجسد له شخصها في تلك الصورة الملفّقة المكذوبة.
والطفل ضعيفٌ سريع التأثر قريب الاستجابة، فقد يتشرّب مثل هذه المعتقدات الباطلة، أو على أقل تقدير تشكِّكه في معتقدات دينه ومسلماته.
فدرءاً لهذه المفاسد المحذورة أرى أنه لا ينبغي لكم أن تأخذوا بأطفال المدرسة في زيارة إلى الكنسية.
والتعريف بدين النصارى يمكن أن يتحقق بغير زيارة كنائسهم. وبين أيديكم من الوسائل في ذلك ما يغنيكم عن هذه الطريقة التي لا تخلو من المفاسد.
أما دخولها يوم عيدهم فلا يجوز؛ لما روي عن عمر – رضي الله عنه – أنه قال: لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخطة تنـزل عليهم.