تعمد الفطر في نهار رمضان كبيرة من كبائر الذنوب، وانتهاك لحرمة هذا الوقت العظيم، ومخالفة لأمر الله تعالى في قوله: (أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) [البقرة:187].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: “من أفطر يوماً في رمضان في غير رخصة رخصها الله له لم يقض عنه صيام الدهر كله، وإن صامه” روه أبو داود، وابن ماجه، والترمذي، وقال البخاري: ويذكر عن أبي هريرة رفعه: “من أفطر يوماً من رمضان من غير عذر، ولا مرض لم يقضه صوم الدهر، وإن صامه”.
لهذا، فيجب على من تعمد الفطر أن يتوب لله تعالى أولاً من هذه الكبيرة، كما يجب عليه قضاء ما أفطر من الأيام، وفي حالة ما إذا كان سبب فطره الجماع في نهار رمضان، فعليه مع القضاء الكفارة المغلظة، وهي صيام شهرين متتابعين فمن عجز عن الصيام فعليه أن يطعم ستين مسكينا.
هذا بالنسبة لما لمن أفطر بسبب الجماع أما من أفطر بغير الجماع فيجب القضاء فحسب وليس عليه كفارة مع وجوب التوبة إلى الله تعالى في كل الأحوال.

وعلى هذا فمن أفطر بغير الجماع فالواجب عليه التوبة إلى الله تعالى والاستغفار من هذا الذنب، كما يجب عليه قضاء ما أفطره وليس عليه فدية، فالفدية تكون في حق من أفطر إذا كان ذلك بسبب الجماع.

ولا حرج في وضع قيمة الفدية في صندوق الفقراء والمساكين وإعطاءه للجمعيات الخيرية ليقوموا بإيصالها للفقراء.