الإسلام ليس انتسابا صوريا ،بل لابد من ممارسته حياة واقعية ،وأولئك الذين لا حظ لهم في الإسلام إلا الانتساب على خطر عظيم ،فإن كانوا جاحدين لفرائضه فقد خرجوا عنه ،وهم من الكافرين ،وإن كانوا به مؤمنين،ولكنهم في أداء فرائضه متساهلون،فيجب نصحهم ،فإن لم ينتصحوا وجب على ولي الأمر تعزيرهم ،كما يجب مناقشتهم بالحكمة حتى يعرفوا روح الشريعة الغراء ،فكثير من الناس يركبهم الجهل ،فإن انتصحوا قبلوا النصح ،فليسارع هؤلاء إلى حقيقة فطرتهم بالعودة إلى الله ،وتأدية فرائض الله تعالى ،فيصوم ما تركه من صيام ،ويصلي ما فاته من صلاته ،ويخرج زكاة ماله إن كانت تجب عليه الزكاة ،ويحج إن كان لديه القدرة على الحج .

يقول الدكتور أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر رحمه الله :
يقول الله ـ تبارك تعالى ـ: (ومَنْ يَبْتَغِ غيرَ الإسلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وهُوَ في الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرِينَ). (آل عمران: 85). ويقول الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ: ” بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ: شهادةِ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ، وأنَّ محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاءِ الزكاة، وصومِ رمضانَ، وحجِّ البيتِ لمَن استطاع إليه سبيلاً”.

وهذه هي فرائض الإسلام قد فرضها رب العالمين، وأوجب أداءها على عباده، فمن استجاب لها وأقامها فقد سعِد وفاز، ومن أعرض عنها كسلاً أو تهاونًا، كان من العُصاة المذنبين الذين يغضب الله عليهم، ويعذبهم بقدر ذنوبهم، ويجب علينا أن نتقدم إليه بالنصح والتوجيه والإرشاد.

وإن ترك الإنسان هذه الفرائض جاحدًا لها ومنكرًا لثبوتها فهو من الكافرين، والله ـ جل جلاله ـ يقول: (إنَّ اللهَ لا يغفرُ أنْ يُشرَك بهِ ويَغفرُ ما دون ذلك لمَن يشاءُ). (النساء: 48).

والمسلم المنتسب إلى الإسلام، ونطق بشهادة التوحيد: “لا إله إلا الله، محمد رسول الله” وقد ضيَّع معظم فرائض الإسلام، فاستحق بذلك غضب الله ونقمته، فماذا يبقى له من حقيقة الإسلام بعد ترك الصلاة والصوم والزكاة ؟ إن إثمه كبير، وذنبه خطير، والواجب عليه أن يسارع بالتوبة والاستغفار، ويُبادر بأداء ما فرضه الله عليه، وإلا فيا سوء العاقبة.