يقول فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر ـ رحمه الله ـ في كتابه أحسن الكلام في الفتوى والأحكام:
لا تدلُّ مخالفة لون الولد للون أبويه على أن هناك خيانة زوجية، فالمؤثِّر على الجنين قد يكون أمرًا وراثيًّا من بعيد، وقد يكون عارضًا بسبب تركيز الأم على لون أسود بأي سبب من أسباب التركيز فيظهر هذا في الجَنين.
ومما يدلُّ على أن مخالفة اللون لا يجوز أن يُتَّخذ دليلاً على الخيانة الزوجيّة ما رواه مسلم أن رجلاً من بني فرازة قال للنبيِّ ـ ﷺ ـ : إن امرأتي قد ولدت غلامًا أسودَ، وفي رواية: وإني أنكرته أي كرِهته، فقال صلّى الله عليه وسلم ” هل لكَ من إبلٍ؟ ” قال: نعم، قال:” فما ألوانها ؟ قال حُمْر ” قال: هل فيها من أورقَ ؟ ” أي أسود غير صافي السّواد، قال ” إنَّ فيها لوُرْقًا ” قال : ” فأنّى أتاها ذلك”؟ قال:” عسى أن يكون نزعه عِرق” ، قال : ” وهذا عسى أن يكون نزعه عِرق” يريد النبي بهذا أن يحافظ على العرض مما يَشينه من شبهة لا أصل لها، فالعِرض إذا خُدش قلّ أن ترجع إليه سمعته الطيّبة الأولى، إن الزجاجة كسرها لا يُشعَب ولا يُجبر.
وهناك حوادث كثيرة تدلُّ على أن الوَحَم العارض للحامل قد يؤثِّر على الجنين، فالصفات المكتَسبة إذا أثرت تأثيرًا عميقًا في الأعصاب والأحاسيس قد تُورَّث في الجنين، جاء في ذيل تذكرة داود (ص231) أن شبه الولد بوالديه قد يكون من التّخيّلات والأوهام ساعة الاتصال الجِنسي أو من تخيّلات الحامِل زمن تخلُّق الجنين. وتحدّث العلماء عن حمل الغيرة وهو الشعور بالحمل وانتفاخ البطن دون أن يكون فيه جَنين.
ولعلّ مما يؤكِّد هذا ـ وإن أنكره البعض ـ ما جاء في سفر التكوين (ص1 ج30) أنّ يعقوب وضع قُضبانًا من فروع الشجر مخطّطة في مساقي الغنم لتتوحّم عليها وتلد أغناما مخططة، وفي مختار تاريخ الجبرتي (ج1 ص107) أن امرأة ولدت ولدًا يشبه الفيل وكان الفيل قد حضَر لأول مرة (ص101) .
فالخُلاصة أنه لا يجوز اتِّهام الزوج لزوجته بالخِيانة إذ ولدت ولدًا لونه غير لونهما.