لكي يَقِيَ الإنسانُ نفسَه من أذَى الشيطانِ عليه أن يَظلَّ دائمًا مع ربِّه، يَذكره ولا يَنساه، وإنْ نَزَغَه من الشيطان نزْغٌ فعليه أن يَلجأ إلى مولاه يَستعين به ويَستنصره على الشيطان وحِزْبِه، قال تعالى: (إنَّ الذينَ اتَّقَوا إذَا مسَّهمْ طائفٌ مِنَ الشيطانِ تَذكَّروا فإذَا هُم مُبْصِرونَ).

يقول الأستاذ الدكتور نصر فريد واصل، مفتي مصر السابق :
الإنسان مأمورٌ بأن يَقيَ نفسَه من كلِّ أذًى يُؤذي جِسمَه أو صحته أو رُوحَه أو عَقلَه، ومن جملة ما أُمِرَ به أن يَحفظَ نفسَه من شرِّ الشياطينِ وعُصاةِ الجنِّ بما يأتي:

أن يَظلَّ دائمًا مع ربِّه ويَذكره ولا ينساه، وإنْ نزَغه من الشيطان نزْغٌ فعليه أن يَلجأ إلى مَولاه يَستعينُ به ويَستنصره على الشيطان وحِزْبِه بقوله تعالى: (وإمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ باللهِ إنَّهُ سَميعٌ عليمٌ. إنَّ الذينَ اتَّقَوْا إذَا مَسَّهُمْ طائفٌ مِنَ الشَّيطانِ تَذَكَّرُوا فإذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) (الأعراف: 200 ـ 201).

فالشيطانُ يَحضُرُ كلَّ شيء للإنسان،من أكله وشربه وجماعه وسكنه ونومه ، فإذا ذَكَرَ الإنسانُ ربَّهُ حَصَّنَ نفسَه من أذَى الشيطانِ فلا يَضُرُّه أبدًا، وإذا نَسِيَ الإنسانُ ذِكْرَ ربِّه أَعطَى الشيطانَ فُرْصةً للوَسوسةِ والتزيين، والشيطان لا يَيأس أبدًا من إضلال الإنسان وإبعاده عن ذِكْرِ الله.

فيجب على المسلم أن يُحصِّنَ نفسَه وبيته وأدواتِه التي يَستعملها بذِكْرِ اسمِ الله عليها، ومِن أعظمِ ما يَنتصر به الإنسانُ على الشيطانِ آيةُ الكرسيِّ و”قلْ هو اللهُ أحدٌ” و”المُعوِّذتينِ”. والمؤمن إذا حصَّن نفسَه باسم الله وكان دائمًا في طاعة مولاه فإنه يَقطع على الشيطان مُحاولاته ويَسدُّ عليه مَسالكه إليه، وفوق ذلك فإنه يَتمكَّنُ من الشيطانِ ويُسيطر عليه.

ويكون المؤمنُ بذلك مُتأسِّيًا برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبالصفْوة من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، فلقد تَغلَّبَ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ على شيطانِه، كما تغلَّب عمر ابن الخطاب وقهَر شَيطانَهُ حتى فَرَّ منه، فقد رَوى الترمذيُّ وأحمد أن النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “إن الشيطانَ لَيَفِرُّ منكَ يا عمرُ”. ورَوى البخاريُّ ومسلم أن النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لعمر: “إِيهِ يا بنَ الخطابِ، والذي نفسِي بيَدِهِ ما لَقِيَكَ الشيطانُ سَالِكًا فَجًّا إِلاَّ سَلَكَ فَجًّا غيرَ فَجِّكَ.

والله تعالى أعلم.