الحسد هو تمني زوال النعمة عن الغير مطلقًا؛ حقدًا وغيظًا في داخل النفس، فإذا تجمع هذا في قلب إنسان، خرج منه ما يشبه الشعاع غير المرئي، فيؤثر في المحسود تأثيرًا نفسيًا أو معنويًا أو ماديًا.. ماديًا مثل المرض، أو الموت، أو التلف… وما إلى ذلك من ضروب التأثير المادي.

وهذا مقرر في القرآن والسنة تقريرًا متواترًا، فالله تعالى يعلمنا في كتابه فيقول في سورة الفلق: “ومن شر حاسدًا إذا حسد”، والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول ما معناه: “العين حق، وإن العين لتدخل الجمل القدر والرجل القبر”؛ لهذا شرع الله تعالى بعض الأدعية التي تقي من الحسد، وينبغي أن يقولها الحاسد نفسه إذا كان مؤمنًا صالحًا، ولكن تغلبه نفسه، فإذا رأى شيئًا يقول: بسم الله ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وإذا رأى المحسود من يخاف منه الحسد يقول هذا الدعاء أيضًا، ويقول: أعوذ بكلمات الله التامات المباركات من شر ما خلق.

والمحسود يُرقّى بالرقى الشرعية، مثل بسم الله أرقيك، والله يشفيك من كل داء يأتيك، من شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد.

وإذا علم المحسود مَن حسده بعينه، فينبغي أن يطلب منه أن يغتسل ثم يأتي بالماء فيغتسل به المحسود، فيبرأ إن شاء الله، وقد جاء هذا عن النبي (صلى الله عليه وسلم).

 وإن لم يعلم الحاسد أو العائن فليرقي نفسه بالمعوذتين ، يقرؤهما ثلاثا صبحا ومساءا، ويستحب أن ينفخ في يديه ويقرأهما فيهما ثلاثا ثم يمسح وجهه وجميع جسده بيديه. أو يقرأ الفاتحة والإخلاص والمعوذتين ثلاثا على ماء ، يضع إصبعه السبابة اليمنى في الماء ويقرب فمه من الماء وهو يقرأ ثم يغتسل بالماء في مكان طاهر.