الفرق بين النبي والرسول هو العموم والخصوص، فالنبي أعم والرسول أخص.

قال أهل العلم: النبي كل من أوحي إليه من الله تعالى سواء أمر بتبليغ أم لم يؤمر به، فإن لم يؤمر بالتبليغ فهو نبي وليس رسولا، وإن أمر بالتبليغ فهو نبي ورسول. وقال بعضهم: إن الرسول هو من أوحي إليه بشرع جديد، والنبي هو المبعوث لتقرير شرع من قبله والعمل به، والقول الأول أصح.

قال الخطابي في “أعلام الحديث”: والفرق بين النبي والرسول: أن النبي هو المنبوء المُنبأ المخبر، فعيل بمعنى مفعل ، والرسول هو المأمور بتبليغ ما نبئ وأخبر به ، فكل رسول نبي ، وليس كل نبي رسولا “.

وقال ابن الملقن في “المعين على تفهم الأربعين” : و”الرسل”: جمع رسول وهو: المأمور بتبليغ الوحي إلى العباد ، وهو أخصُّ من النبي ؛ فإنه: الذي أوحيَ إليه العمل والتبليغ ، بخلاف النبي ، فإنه: أوحي إليه العمل فقط “.

ومنهم من يقول : كلاهما أوحي إليه ، وكلاهما مأمور بالبلاغ ، إلا أن الرسول معه كتاب من عند الله ، ومنهم من يقول : الرسول ينزل عليه كتاب ، أو يأتيه ملك ، والنبي من يُوحى إليه ، أو يكون تبعا لرسول آخر .

قال العيني في “البناية شرح الهداية” : الفرق بين الرسول والنبي: أن الرسول: من بعث لتبليغ الوحي ، ومعه كتاب ، والنبي: من بعث لتبليغ الوحي مطلقا ، سواء كان بكتاب، أو بلا كتاب.انتهى

يقول الشيخ ابن باز-رحمه الله تعالى-

المشهور عند العلماء: أن النبي: هو الذي يوحى إليه بشرع، ولكن لا يؤمر بتبليغ الناس، يوحى إليه يفعل كذا، ويفعل كذا، يصلي كذا، يصوم كذا، لكن لا يؤمر بالتبليغ، فهذا يقال له: نبي. 

أما إذا أمر بالتبليغ، فيبلغ الناس، ينذر الناس؛ صار نبيًا رسولًا، كنبينا محمد ومثل موسى وعيسى ونوح وهود وصالح وغيرهم.

وقال قوم آخرون من أهل العلم: إن النبي هو الذي يبعث بشريعة تابعة لغيره، تابعة لنبي قبله، يقال له: نبي، أما إذا كان مستقلًا؛ فإنه يكون نبيًا رسولًا، فالذين بعثوا بعد موسى بشريعة التوراة يسمون أنبياء؛ لأنهم تابعون للتوراة، والصواب الأول؛ أن الرسول هو الذي يبعث، ويؤمر بالتبليغ، وإن كان تابعًا لنبي قبله، كما جرى من داود وسليمان وغيرهم من الأنبياء بعد موسى، فإنهم دعوا إلى ما دعا إليه موسى، وهم أنبياء ورسل، عليهم الصلاة والسلام.

فالرسول هو الذي يؤمر بالتبليغ مطلقًا، وإن كان تابعًا لنبي قبله، كمن كان على شريعة التوراة، والنبي هو الذي لا يؤمر بالتبليغ، يوحى إليه بصيام، أو بصلاة، أو نحو ذلك، لكنه لا يؤمر بالتبليغ، لا يقال له: بلغ الناس.