الإنفاق على الوالدين واجب مادام الولد مقتدرا، وليس من الحكمة رفض الزوجة مساعدة الإبن لأبيه، وإن كان الإسلام يدعو للإنفاق والصدقة على ما لا صلة للإنسان بهم ، فإنه يوجب الإنفاق على الوالدين.
يقول الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر السابق – رحمه الله – :
إن الله فرض بِرَّ الوالدينِ على أَولادهما في آيات كثيرة في القرآن الكريم وقد قَرن هذا البر بعبادته ـ سبحانه ـ فيقول ـ سبحانه ـ في سورة النساء: (واعبدوا الله ولا تُشركوا به شيئًا وبالوالدينِ إحسانًا). (من الآية 36).
وفي سورة الإسراء (من الآية: 23). (وقَضَى رَبُّكَ ألَّا تَعْبُدُوا إلَّا إيَّاهُ وبالْوَالِدَيْنِ إحْسَانًا). فبِرُّ الوالدين فرْضٌ من الفروض التي أوجبها الله على الأولاد، وليس هذا البر مشروطًا بحاجتهما؛ لأنه فوق الحاجة وقبلها؛ لأن الولد كسْب أبيه، كما جاء في الحديث الشريف:
عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جَدَّه قال:”أتَى أعرابيٌّ رسولَ الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ فقال: إنَّ أبي يُريد أن يجتاح مالي، قال: أنتَ ومالُكَ لوالديكَ إن أطيبَ ما أكلتُمْ مِن كسْبِكمْ، وإنَّ أموالَ أولادِكم مِن كسْبكم فكُلُوهُ هَنِيئًا”.
والمفهوم مِن أمر الله ورسوله ببِرِّ الوالدينِ أن هذا واجبٌ، ولو كان الأبوانِ مُوسِرينَ، وذلك إرضاءً لهما لحَقِّهِمَا على الأولاد، حيث قامَا بالتربية والتعليم …………..
مِن هنا أنْصَح بأن يتفق الزوجان على الاستمرار في بِرِّ الولد بأبيه بمَا يُيَسِّرُه اللهُ له، ويعتقد أنه وافٍ بحاجته وفاءً بالحقِّ وطاعة الله ـ سبحانه ـ فيما أمَر به وأكَّده رسول الله ـ ..
والله معكما أيها الزوجين يُوفقكما ويُبارك لكما: (ولنْ يَتِرَكُمْ أعْمَالَكُمْ)، ولا تنسوا بأن أبنائكم سيكونون معكم كما تكونوا أنتم مع آبائكم.

قال ابن قدامة – رحمه الله – :‏

الأصل في وجوب نفقة الوالدين الكتاب والسنة والإجماع ؛ قال سبحانه : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) ‏، ومن الإحسان الإنفاق عليهما عند حاجتهما ‏.‏

وروت عائشة أن النبي قال ‏:‏ ‏( ‏إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه ، وإن ولده من كسبه‏ ) رواه أبو داود (3528) وصححه الألباني في إرواء الغليل .‏

وأما الإجماع : فحكى ابن المنذر قال ‏:‏ أجمع أهل العلم على أن نفقة الوالدين الفقيرين اللذين لا كسب لهما ، ولا مال ، واجبة في مال الولد ، وأجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم ، على أن على المرء نفقة أولاده الأطفال الذين لا مال لهم .