الأضحية سنة في الأمة من عهد إبراهيم عليه السلام إلى عهد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام،وأصلها أن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام امتحنه الله فأمره بذبح ابنه بكره إسماعيل عليه الصلاة والسلام ليخلص قلبه لمحبته سبحانه وتعالى دون محبة غيره جل وعلا، فلما أراد ذبحه وتله للجبين ولم يبق إلا أن يوهي بالسكين إلى حلقه رحمه الله ورحم ابنه ورفع عنهما هذا الأمر وفداه بذبح عظيم وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ [الصافات:109-111].
هل يحرم على المضحي الأخذ من شعره وأظفاره:
يقول الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله تعالى- من كبار علماء المملكة العربية السعودية:
إذا أراد أحد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة إما برؤية هلاله أو إكمال ذي القعدة ثلاثين يوما فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئا من شعره أو أظفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته، لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: “إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره” رواه أحمد ومسلم، وفي لفظ: “فلا يمس من شعره ولا بشره شيئا حتى يضحي”، وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته، ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية.
الحكمة من منع المضحي من الأخذ من شعره وأظفاره:
والحكمة في هذا النهي أن المضحي لما شارك الحاج في بعض أعمال النسك وهو التقرب إلى الله تعالى بذبح القربان شاركه في بعض خصائص الإحرام من الإمساك عن الشعر ونحوه.
هل يأخذ أهل المضحي من شعرهم وأظفارهم:
هذا الحكم بعدم الأخذ من الشعر والأظفار خاص بمن يضحي، أما المضحى عنه فلا يتعلق به؛ لأن النبي ﷺ قال: “وأراد أحدكم أن يضحي… ” ولم يقل: أو يضحى عنه؟ ولأن النبي ﷺ كان يضحي عن أهل بيته، ولم ينقل عنه أنه أمرهم بالإمساك عن ذلك.وعلى هذا فيجوز لأهل المضحي أن يأخذوا في أيام العشر من شعورهم وأظفارهم وأبشارهم.
حكم الأخذ من الشعر والأظافر لمن يريد الأضحية:
وإذا أخذ من يريد الأضحية شيئا من شعره أو ظفره أو بشرته فعليه أن يتوب إلى الله تعالى ويعود، ولا كفارة عليه، ولا يمنعه ذلك عن الأضحية كما يظن بعض العوام.
وإذا أخذ شيئا من ذلك ناسيا أو جاهلا أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه، وإن احتاج إلى أخذه فله أخذه ولا شيء عليه، مثل أن ينكسر ظفره فيؤذيه فيقصه، أو ينزل الشعر في عينيه فيزيله، أو يحتاج إلى قصه لمداواة جرح ونحوه.