قال الله سبحانه وتعالى “ولا تزر وازرة وزر أخرى” فالذي يعول عليه عند إقدام الشاب لخطبة فتاة أو إحجامه عن خطبتها يتوقف على مدى معرفته بأخلاق الفتاة والتزامها ، فإن كان على يقين من حسن أخلاقها وسيرتها فعلى بركة الله يتقدم لخطبتها ولن يضره ولن يضرها معصية أبيها ، أما حديث “إياكم وخضراء الدمن” فإن الحديث أخرجه الدارقطني في الأفراد ولفظه: إياكم وخضراء الدمن، قالوا: وما خضراء الدمن؟ يا رسول الله، قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء.
قال صاحب كشف الخفاء: رواه الدارقطني والرامهرمزي والعسكري في الأمثال وابن عدي. وقال صاحب خلاصة البدر المنير: هذا الحديث رواه الواقدي من رواية أبي سعيد الخدري وقد علم ضعفه. فالحديث ضعيف لا يعول عليه.
فوصية نبينا صلى الله عليه وسلم هي “فاظفر بذات الدين تربت يداك” فالمعول عليه في اتخاذ القرار هو دين الفتاة وأخلاقها.
وأما حديث “تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس” أورده ابن الجوزي في العلل المتناهية، وقال: إنه روي عن عمر وابن عمر وأنس وعائشة.

وأما لفظ حديث عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو “تخيروا لنطفكم وانتخبوا المناكح وعليكم بذوات الأوراك فإنهن أنجب” وأما حديث ابن عمر ففيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي رجلاً فقال له: “يا فلان أقل من الدين تعش حراً، وأقل من الذنوب يهن عليك الموت، وانظر في أي نصاب تضع ولدك فإن العرق دساس” وبين الإمام ابن الجوزي بعد أن سرد ألفاظ الحديث وطرقه أن الحديث ضعيف لا يحتج به، وقد ضعف الحديث أكثر أئمة الحديث.