شهر شعبان كان من الشهور التي يحرص النبي – صلى الله عليه وسلم – على أن يصوم فيها أكثر من غيره من الشهور. روت عائشة رضي الله عنها أن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يستكمل صيام شهر قط غير رمضان.

على خلاف ما يفعل بعض الناس في بعض البلاد العربية، حيث يصومون ثلاثة أشهر: رجب، شعبان، ورمضان، والأيام الستة من شوال، التي يسمونها ” البيض “، يبدأ الصيام عندهم من أول رجب إلى السابع من شوال، ما عدا يوم العيد، الأول من شوال . وهذا لم يرد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ولا عن الصحابة ولا عن التابعين. كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يصوم من كل شهر، وتقول عائشة: كان يصوم حتى نقول: لا يفطر ،  ويفطر حتى نقول: لا يصوم، وأحيانًا يصوم الاثنين والخميس، وأحيانًا ثلاثة أيام من كل شهر، وخاصة الأيام البيض القمرية . وأحيانًا يصوم يومًا ويفطر يومًا، كما كان يفعل داود عليه السلام ” أحب الصيام إلى الله صيام داود، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا “.

وكان عليه الصلاة والسلام أكثر ما يصوم في شهر شعبان، وكأن ذلك نوع من التهيؤ والاستعداد لاستقبال رمضان. أما أن يصوم أيامًا محددة، فلم يرد قط ، وفي الشرع لا يجوز تخصيص يوم معين بالصيام، أو ليلة معينة بالقيام دون سند شرعي .. إن هذا الأمر ليس من حق أحد أيًاكان وإنما هو من حق الشارع فحسب. تخصيص الأوقات، أو تخصيص الأماكن بالعبادات، وتحديد الصوروالكيفيات، هذا من شأن الشارع ومن حقه، وليس من شأن البشر.

والله تعالى أعلم.