يقول الأستاذ الدكتور أحمد يوسف سليمان أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة:
عرف العلماء النوم بأنه حال يعرض للحيوان من استرخاء أعضاء الدماغ من رطوبات الأبخرة؛ بحيث تقف الحواس الظاهرة عن الإحساس، وهو ضروري ليستطيع الإنسان ممارسة حياته حال اليقظة بهمة ونشاط، وإذا لم يأخذ الإنسان حظه من النوم ليلا أو نهارا، فإن هذا يؤثر على حياته وصحته النفسية والبدنية.

ولذلك فقد مَنَّ الله -عز وجل- علينا بهذه النعمة، وطلب منا أن نفكر في فضلها لنشكر الله عليها. فقال: ” وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ”

والمسلم عندما يأوي إلى فراشه يذكر الله كثيرا، ويدعو الله -عز وجل- بما كان يدعوه به النبي --، التي منها أن يقول: “اللهم إني أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك؛ رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت. “اللهم إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين”.

وأما بخصوص القلق والأرق؛ فقد روى الترمذي بسنده عن بريدة، قال: “شكا خالد بن الوليد –رضي الله عنه- إلى النبي -- فقال: يا رسول الله ما أنام الليل من الأرق، فقال النبي --: “إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم رب السموات وما أظلَّت، ورب الأرضين وما أقلَّت، ورب الشياطين وما أضلَّت. كن لي جارا من شر خلقك كلهم جميعا، أن يفرط عليّ أحذ منهم، وأن يبغي علي، عزَّ جارُك، وجلَّ ثناؤك، ولا إله غيرك، ولا إله إلا أنت”.