صلاة الاستخارة سنة مستحبة باتت مهجورة، وكان النبي يعلمها للصحابة رضي الله عنهم، وذلك إشارة منه صلى اله عليه وسلم إلى أهميتها وتأكد أدائها لكل حاجة تظهر للمسلم ولا يدري وجه الصواب فيها، ولا يعلم أي شيء يختاره، وقد أتت صلاة الاستخارة بدعاء يشتمل على معاني العقيدة الصحيحة والصدق في اللجوء إلى الله تعالى والتوكل عليه والاستعانة بعلم الله تعالى وقدرته على الخلق.

كما أنه لا بد للمسلم عندما يستخير الله عز وجل يكون على يقين تام بأن الله تعالى سوف يختار له الخير، ولا يكون في قلبه الوسوسة أو الحيرة بعد الإستخارة فهو قد استخار من بيده الدينا وما فيها فليكن على يقين وثقة تامة بالله تعالى.

دعاء الإستخارة:

في الحديث الذي رواه البخاري وغيره من حديث جابر قال : ” إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل: اللهم إني استخيرك بعلمك ، واستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال: عاجل أمري وآجله – فاقدره لي ، ويسِّره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال: في عاجل أمري وآجله– فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به” قال: ويسمي حاجته.

ما هو وقت صلاة الإستخارة:

في هذا الحديث دليل على أن الاستخارة تكون عند الهم بالشيء ، لقوله ” إذا هم أحدكم بالأمر .
والهم: هو أول العزم على الفعل إذا أردته ولم تفعله ، وهو: عقد القلب على فعل شيء خير أو شر قبل أن يفعل .
بخلاف العزم فهو القصد المؤكد، يقال: عزمت على كذا عَزَماً وعُزماً وعزيمة : إذا أردت فعله، وصممت عليه.
وحينئذ فينبغي أن يكون المستخير خالي الذهن ، غير عازم على أمر معين ، لأن قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث ” إذا هَّم” يشير إلى أن الاستخارة تكون عند أول مايرد على القلب ، فيظهر له ببركة الصلاة والدعاء ماهو الخير ، بخلاف ما إذا تمكن الأمر عنده ، وقويت عليه عزيمته وإرادته ، فإنه يصير إليه ميل وحب ، فيخشى أن يخفى عليه الرشاد لغلبة ميله إلى ما عزم عليه.

وفي “الاقناع مع شرحه”: “ولا يكون -يعني المستخير– وقت الاستخارة عازماً على الأمر الذي يستخير فيه”.

ولا بأس أن يتحين المستخير باستخارته الأوقات الفاضلة كوقت السحر ، فهو أرجى للإجابة.

هل هناك علاقة بين الأحلام والاستخارة:

يقول الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي -رحمه الله تعالى – :- لا علاقة لصلاة الاستخارة برؤية المنامات‏.‏ بل هي مجرد صلاة ثم دعاء مأثور عن رسول الله‏.‏ وليتابع بعد ذلك العمل على مشروعه الذي استخار الله له‏.‏ فإن كان خيراً يسّر الله له بلوغه‏،‏ وإن لم يكن خيراً صرفه الله عنه‏.‏ 

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية :- ينبغي أن يكون المستخير خالي الذهن , غير عازم على أمر معين , فقوله  في الحديث : ” إذا هم ” يشير إلى أن الاستخارة تكون عند أول ما يرد على القلب , فيظهر له ببركة الصلاة والدعاء ما هو الخير , بخلاف ما إذا تمكن الأمر عنده , وقويت فيه عزيمته وإرادته , فإنه يصير إليه ميل وحب , فيخشى أن يخفى عنه الرشاد ; لغلبة ميله إلى ما عزم عليه . ويحتمل أن يكون المراد بالهم العزيمة ; لأن الخاطر لا يثبت فلا يستمر إلا على ما يقصد التصميم على فعله من غير ميل . وإلا لو استخار في كل خاطر لاستخار فيما لا يعبأ به , فتضيع عليه أوقاته . ووقع في حديث أبي سعيد { إذا أراد أحدكم أمرا فليقل }.‏