لا مانع من قضاء الصلاة في جماعة ، وقضاء الصلاة يأخذ حكمها، فالقضاء فرض في الفرض , وواجب في الواجب, وسنة في السنة، وأما الوتر فهو سنة مؤكدة ينبغي قضاؤها ، ولا يضر قضاء أكثر من وتر أو الجمع بين الوتر الحاضر والفائت في ليلة واحدة، لأن المنهي عنه في الحديث صلاة وترين لعشاء واحدة.
يقول الدكتور عبد الرحمن العدوي :
قد قال تعالى: ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ) وقال: ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا)، وقال ﷺ: “إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة الصلاة فإذا صلحت صلح العمل كله وإذا فسدت فسد العمل كله. والصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وفريضتها ثابتة على المسلم البالغ العاقل في جميع أحواله، في الصحة والمرض، والإقامة والسفر، والسلم والحرب، والعسر واليسر، لا تسقط إلا عن الحائض والنفساء مدة الحيض والنفاس، ويؤديها الإنسان حسب استطاعته في كل الأحوال: ( لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها ).
وقد جعل الله الويل والهلاك للذين يسهون عن صلاتهم، ولا يؤدونها في أوقاتها، فقال: ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون )، فكيف بمن تركها متعمدًا؟ إن ذلك إثم وذنب عظيم.
وعلى من ترك الصلاة مدة من الزمن أن يؤديها قضاء عندما يمن الله عليه بالهداية حتى يبرئ ذمته، وينال عفو الله ومغفرته عما فاته بسبب إهماله وتقصيره، ولما كان قضاء الفوائت كلها دفعة واحدة متعسرًا، ويصعب على الإنسان الإتيان به، فمن الأيسر أن يصلي وقتًا من الفائتة مع وقت من الصلاة الوقتية، ويستمر على ذلك حتى يغلب على ظنه أنه قد قضى ما عليه حسب الأيام أو الشهور التي ترك الصلاة فيها، والأداء للفرائض الخمس.
ولا مانع من الجماعة في صلاة القضاء .
أما الوتر فليست من الفرائض، وإن كان قضاؤها مطلوبًا فيمكن أن يصليها بعدما يصلي العشاء الفائتة والوقتية والوتر المطلوب بعد العشاء، ثم يصلي الوتر الذي عليه، ولا يدخل ذلك تحت نهي الرسول ـ ﷺ ـ فإن الوتر الذي يقضيه ليس لهذه الليلة حتى يقال إنه أدى وترين في ليلة، فالمنهي عنه أن يوتر الإنسان مرتين وتر الوقت في ليلة واحدة.