مايسمى بعلامة الصلاة هي علامات تظهر من السجود لبعض الناس الذين تكون جلودهم قابلة لظهور مثل هذه العلامة أما أنها تظهر لكل مصل ،فليس بصحيح.
وقد ذكر البعض أن هذا تفسير لقوله تعالى :(سيماهم في وجوههم من أثر السجود)،ولكن ليس بالراجح ،فقد يكون المقصود بها الخشوع أو النور الذي يهبه الله للسُّجَّد من المؤمنين، أو هو الذبول والتعب من كثرة العبادة ،وإن كان فسره بعض العلماء بمايعرف بعلامة الصلاة .
يقول الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى :(سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ):
السيما العلامة ، أي لاحت علامات التهجد بالليل وأمارات السهر . وفي سنن ابن ماجه عن جابر قال : قال رسول الله ﷺ : [ من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ] . وقد روى ابن وهب عن مالك ” سيماهم في وجوههم من أثر السجود ” ذلك مما يتعلق بجباههم من الأرض عند السجود ، وبه قال سعيد بن جبير .
وفي الحديث الصحيح عن النبي ﷺ : صلى صبيحة إحدى وعشرين من رمضان وقد وكف المسجد(امتلأ المسجد بالماء) وكان على عريش ، فانصرف النبي ﷺ من صلاته وعلى جبهته وأرنبته أثر الماء والطين . وقال الحسن : هو بياض يكون في الوجه يوم القيامة .
وفي الصحيح عن رسول الله ﷺ من حديث أبي هريرة ، وفيه : [ حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار ، أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله أن يرحمه، ممن يقول لا إله إلا الله، فيعرفونهم في النار بأثر السجود تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود ] .
وقال شهر بن حوشب : يكون موضع السجود من وجوههم كالقمر ليلة البدر . وقال ابن عباس ومجاهد : السيما في الدنيا وهو السمت الحسن . وعن مجاهد أيضا : هو الخشوع والتواضع . قال منصور : سألت مجاهدا عن قوله تعالى : ” سيماهم في وجوههم ” أهو أثر يكون بين عيني الرجل ؟ قال لا ، ربما يكون بين عيني الرجل مثل ركبة العنز وهو أقسى قلبا من الحجارة ولكنه نور في وجوههم من الخشوع .
وقال ابن جريج : هو الوقار والبهاء . وقال شمر بن عطية : هو صفرة الوجه من قيام الليل .
قال الحسن : إذا رأيتهم حسبتهم مرضى وما هم بمرضى .
وقال الضحاك : أما إنه ليس بالندب في وجوههم ولكنه الصفرة .
وقال سفيان الثوري : يصلون بالليل فإذا أصبحوا رئي ذلك في وجوههم ،وقال عطاء الخراساني : دخل في هذه الآية كل من حافظ على الصلوات الخمس .