حض الإسلام على نظافة البدن، وأمرنا بالاقتداء بما أمر به الأنبياء من سنن الفطرة، ومنها الختان، والتخلص من شعر العانة والإبط، وتقليم الأظافر وحف الشوارب، وإعفاء اللحى، وإكرام الشعر والتطيب وغيرها .

الفطرة هي سنن شرعها الله للأنبياء قبلنا وأمرنا بالاقتداء بهم فيها ، ومنها:

أولها :الختان فقد روى البخاري أن النبي قال : اختتن إبراهيم خليل الرحمن بعد ما أتت عليه ثمانون سنة واختتن بالقدوم، وقد قال الله تعالى : ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا.

والختان قطع الجلدة التي تغطي الحشفة ـ رأس الذكر ـ لئلا يجتمع فيها الوسخ ولئلا تعوق الاستبراء من البول ولا تنقص لذة الجماع .

ثانيها وثالثها : الاستحداد (إزالة شعر العانة ) وحلق الإبط وينبغي للمسلم أن يتعاهد تنظيفهما بين الحين والحين. وأقصى مدة ذلك أربعون يوما كما ورد في الحديث.

رابعها وخامسها :تقليم الأظافر وإحفاء الشارب لما رواه الجماعة أن النبي قال : خمس من الفطرة : الاستحداد والختان وقص الشارب ونتف الإبط وتقليم الأظافر.

سادسها : إعفاء اللحية فقد روى الشيخان أن النبي قال : خالفوا المشركين وفروا اللحى واحفوا الشارب .

سابعها : إكرام الشعر إذا وفر بأن يغسل ويدهن ويمشط لما رواه أبو داود أن النبي قال : من كان له شعر فليكرمه.

ثامنها: ترك الشيب وإبقاؤه فلا ينتف سواء كان في اللحية أو في الرأس لما رواه أحمد والترمذي والنسائي وأبو داود أن النبي قال : لا تنتف الشيب فإنه نور المسلم ، ما من مسلم يشيب شيبة في الإسلام إلا كتب الله له بها حسنة ورفعه بها درجة وحط عنه بها خطيئة.

تاسعها: تغيير الشيب بالحنة والحمرة والصفرة ونحوها فقد روى الجماعة أن النبي قال : إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم، ورووا أيضا أن النبي قال : إن أحسن ما غيرتم به هذا الشيب الحناء والكتم (نوع من الربيع يخضب به كالحناء).

عاشرها : التطيب فقد كان النبي يحبه ويحث عليه، روى مسلم أن النبي قال: من عرض عليه طيب فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة ، و قال : حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة.

الحادي عشر :السواك وكان النبي يداوم عليه ولا يتركه بحال وأمر به المسلمين وأوجبه عليهم ولو مرة في اليوم على الأقل فقد روى أحمد والنسائي أن النبي قال : السواك مطهرة للفم مرضاة للرب .

وروى الجماعة أن النبي قال : لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء.

الثاني عشر: الاستنشاق لتنظيف الأنف واستخراج ما فيه .

الثالث عشر: غسل الأماكن الخفية من البدن كثنايا الأصابع وداخل الأذنين وتحت الركبتين والسرة ونحو ذلك .

الرابع عشر: المضمضة وهي إدخال الماء إلى الفم وتحريكه ثم إخراجه.

الخامس عشر:الاستنجاء بالماء فقد روى مسلم وأحمد والترمذي عن عائشة أن النبي قال : عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية ، والسواك ، واستنشاق الماء ، وقص الأظافر، وغسل البراجم (ثنايا الأصابع ظاهرا وباطنا ويلحق بهما غيرهما من الأماكن الخفية في البدن ) ، ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء (الاستنجاء )، قال الراوي : ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة. أ.هـ