إذا كانت طاعة الوالدين واجبة ولكنها طاعة في غير معصية لقوله ﷺ: “إنما الطاعة في المعروف” ومن ثم فليس للأم أو للأب الاعتراض على زواج الابن إذا كان قد اختار الفتاة ورضي خلقها ودينها، وإن أصروا على ذلك فلا طاعة لهما في ذلك.
طاعة الوالدين والضابط له
يقول فضيلة الدكتور حسام الدين عفانة-أستاذ الفقه وأصوله بجامعة القدس بفلسطين-:-
إن طاعة الوالدين فرض وقد دلت الآيات والأحاديث على ذلك ومنها قوله تعالى :( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا).
ويقول الله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا … ) الآية .
وثبت في الحديث عن أبي هريرة قال: “جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال : يا رسول الله من احق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال : ثم من ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أبوك” رواه البخاري ومسلم .
ولا شك أن حق الأم على الابن عظيم كما يشير إلى ذلك الحديث السابق، ولكن الطاعة لا تكون إلا في المعروف، ويدل على ذلك قول الرسول ﷺ: ” إنما الطاعة في المعروف” رواه البخاري ومسلم.
هل يجب طاعة الوالدين في عدم الزواج أو الطلاق
يقول فضيلة الدكتور حسام الدين عفانة-:-
بناء على ذلك لا يجب على الابن أن يطيع والدته في عدم الزواج من الفتاة التي يريدها خاصة إذا كانت الفتاة صاحبة خلق ودين، وكذلك الحال فيما لو طلب أحد الوالدين من الابن تطليق زوجته فلا يجب طاعتهما، ولا يجب أن يطلق زوجته.
وقد جاء رجل إلى الإمام أحمد بن حنبل فقال: إن أبي يأمرني أن أطلق زوجتي؟ قال له الإمام أحمد: لا تطلقها، فقال الرجل: أليس الرسول ﷺ قد أمر عبد الله بن عمر أن يطلق زوجته حين أمره عمر بذلك ؟ فقال الإمام أحمد : وهل أبوك مثل عمر ؟
وخلاصة الأمر أنه لا يجب عـلى الابن أن يطيع والديه أو أحدهما في طلبه من ترك الزواج من الفتاة التي يريدها الابن، لأن ذلك يعود بالضرر على الابن ثم في زواج الابن من تلك الـفتاة الصالحة سعادة للابن ولا يعود أي ضرر من ذلك على والديه.