من السنة في دفن الميت أن يكون له لحد في جهته القبلية، ثم يدفن على جنبه الأيمن، ويوجه إلى القبلة،ويقول عند وضعه: بسم الله، وعلى مِلة رسول الله ﷺ. ثم ينصب عليه اللبن، ويسد الخلل؛ حتى لا يدخل عليه التراب، ثم يهال عليه التراب، ويرفع القبر قدر شبر؛ حتى يعرف أنه قبر ولا يمتهن.
ثم يرش القبر بالماء، ويوضع عليه الحصباء، وتوضع على القبر الأنصبة على طرفيه لبنة لبنة؛ حتى يعرف أنه قبر.
حكم دفن الميت في تابوت:
اتفق جمهور الفقهاء من الحنفية ، والمالكية ، والشافعية ، والحنابلة على أنه ينبغي أن يكفن الميت ويوضع في قبره بدون تابوت حيث يكره وضع الميت في تابوت إلا عند الحاجة إلى ذلك كأن تكون الأرض ندية أو رخوة لا تتماسك حتى يوضع فيها الميت ، أو كانت أرضاً مسبعة تكثر فيها السباع التي تعتدي على الأموات بنبش قبورهم وأكلهم ، أو أن تكون سلطات البلد الذي يقيم فيه المغترب تلزم بوضع جثمان الميت في تابوت ثم دفنه فيه كما هو حال بعض الدول الأوربية، أو نحو ذلك ، فإنه لا يكره في هذه الحالة وضع الميت في تابوت للحاجة إلى ذلك .
دليل عدم جواز دفن الميت في تابوت:
وقد استدل الفقهاء بالأدلة الآتية :
الدليل الأول :
أن وضع الميت ودفنه في تابوت لم ينقل عن النَّبِيّ ﷺ ،مما يدل على عدم مشروعيته.
الدليل الثاني :
أن وضع الميت ودفنه في تابوت تشبه بالكفار حيث إنه من عملهم وقد ورد النهي عن التشبه بهم .
الدليل الثالث :
أن دفن الميت في الأرض أنشف لفضلاته حيث يعجل بجفاف فضلاته وتأخر إنتانه بخلاف وضعه في تابوت حيث إنه يساعد على تأخر جفاف فضلاته وسرعة إنتانه.
الدليل الرابع :
أن عدم إدخال التابوت معه في قبره ولا شيء مما مسته النار مطلوب شرعا، تفاؤلاً بألا يمس الميت النار .
الدليل الخامس :
أن في الدفن في التابوت إضاعة مال مع عدم ورود ذلك عن السلف .