عنى الإسلام بالزينة وحسن الهيئة التي يظهر عليها المسلم ، وحث على نظافة الثياب، ونظافة الأبدان، ونظافة البيوت، ونظافة الطرق، وعني الإسلام عناية خاصة بنظافة الإنسان و حسن شكله و سمته ولذلك نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن القزع لأنه يشوه رأس الإنسان و كذلك حلق القفا إذا أدى إلى التشويه كما كان يفعل المجوس بأنفسهم، فقد روى الطبراني في الصغير والأوسط : عن عمر بن الخطاب قال: نهى رسول الله ﷺ عن حلق القفا إلا للحجامة.
ونقل المروزي عن أبي عبد اللَّهِ أحمد بن حنبل : أنه سُئِل عن حلق القفا ، فقال: هو من فعل المجوس ، ومن تشبَّه بقوم فهو منهم.
قال النووي: وأجمع العلماء على كراهة القزع كراهة تنزيه ، والعلة في التحريم التشويه لخلق الإنسان ، قال الشوكاني في كتابه نيل الأوطار : والحكمة في كراهته أنه يشوه الخلق ، وقيل : لأنه زي أهل الشرك ، وقيل : لأنه زي اليهود.
يقول فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد :
أما مَا يَخْتَصّ بِالشَعْرِ فقد كان هَدْيُ النَّبي ﷺ في شَعْرِ رَأْسِهِ ، تَرْكُه كلّه ، أو أَخْذَهُ كلّه ، ولم يَكُنْ يَحْلِقُ بعضه ويدع بعضه .
أما ما يفعله بعض المسلمين مِن حَلْقِ بعض الرأس ، وتَرْكِ بعضه ، فهذا هو القزعُ الذي نهى عنه النبي ﷺ ، وهو أنواع :
1- أن يحلق من رأسه مواضع ويترك مواضع .
2-أن يحلق جوانبه ويترك وسطه .
3- أن يحلق وسطه ويترك جوانبه .
4- أن يحلق مُقَدِّمه ويترك مُؤَخِّره .
5- أن يحلق مُؤَخّره ويترك مُقَدّمه .
6- حلق بعض أحد الجوانب وترك البقية .
وهذه الأنواع يدل على تحريمها ما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنه قال : ” نهى رسول الله ﷺ عن القزع ” أن يُحْلَقَ رأس الصبي ويترك بعض شعره ” وعنه رضي الله عنه أن النبي ﷺ ، رأى صبياً قد حُلِقَ بعض شعره ، وتُرِكَ بعضه ، فنهاهم عن ذلك ، وقال : ” احلقوه كله أو اتركوه كله .
وعن عمر رضي الله عنه مرفوعاً: ” حلق القفا من غير حجامة مجوسية ” ، وفي سنن أبي داود عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه رأى غلاماً له قرنان ، أو قصّتان ، فقال : احلقوا هذين أو قصوهما ، فإن هذا زي اليهود ، وقال المروذي : سألت أبا عبد الله ( يعني أحمد بن حنبل ) عن حلق القفا قال : ” هو من فعل المجوس من تشبَّه بقوم فهو منهم .