يقول الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله- :
إن زعم السادة والشرفاء أن هذا حق شرعي لهم ثبت في السنة – فمن ترك تقبيل أيديهم يكون مخالفًا ومرتكبًا محرمًا أو مكروهًا – فقد زادوا في شريعة الله ما ليس منها , وهذا من أعظم الكبائر ، وإن كانوا يريدون أنه قد استحسن في الآداب العادية أن تقبل أيديهم، فصار ترك بعض الناس لذلك في بلاد جرت عادتها به، لا يخلو من إشعار بعدم الاحترام، فالأمر سهل، والسنة في التحية السلام والمصافحة .

أقول هذا وأنا أعلم بما قال النووي في ذلك , والسنة الصحيحة تعرف بعمل الناس في الصدر الأول وبنقل ذلك , ولا يكتفى فيها بحديث الآحاد ؛ إذ لا يمكن أن يشرع شيء لا يعمل به أهل الصدر من الصحابة والتابعين , ولا يمكن أن يعمل المسلمون به ويبقى مجهولاً لا يعرفه إلا الآحاد من المتأخرين .

وقد قال صاحب المدخل عند ذكر تقبيل اليد بدل المصافحة ما نصه : (وقد وقع إنكار العلماء لذلك فإن كان المقبل يده عالمًا أو صالحًا أو هما معًا فأنكره مالك في المشهور عنه وأجازه غيره، وأما تقبيل يد غير هذين فلا يعرف أحد يقول بجوازه لا سيما إذا انضاف إلى ذلك أن يكون المقبل يده ظالمًا أو بدعيًّا أو ممن يريد تقبيل يده ويختاره فهو الداء العضال الواقع بالفاعل والمفعول به، وبمن أعجبه ذلك منهما ؛ لما ورد في ذلك من الوعيد الشديد، نعوذ بالله من المخالفة وترك الامتثال، كل هذا سببه ترك السنة أو التهاون بشيء منها).