التطبير هو ضرب الرأس بالسيف حتّى يسيل الدم، وعلى أساس وجهة النظر الفقهيّة القائلة بحرمة الإضرار بالنفس من دون مسوّغ شرعيّ لقول النبي ﷺ: ” لا ضرر ولا ضرار” فهو حرام، وعليه، لا تقتصر الحرمة على التطبير، بل تشمل مثل ضرب الظهر بالسياط أو بالسلاسل بالنحو الذي يضرّ بالجسد؛ لأنّ الملاك واحد.
حكم تطبير الأطفال:
ليس من إشكالٍ في الحرمة الشديدة لبعض مظاهر التطبير، وهو تطبير الأطفال؛ فإنّه ليس من ولاية للأب على الإضرار بولده، كما أنّ أيّ نذرٍ لذلك هو نذرٌ غير شرعي؛ لأنّ متعلّق النذر لا بدّ أن يكون راحجاً فضلاً عن كونه أمراً مشروعاً.
التعبير عن الحزن يكون بطريقة مشروعة:
وإذا كانت هذه الأساليب تُبرّر من حيث كونها تعبيراً عن الحُزن، فإنّ للحزن وسائله الإنسانيّة التي لا تتفّق مع مثل هذه الأساليب؛ علماً أنّ وسائل التعبير الإنساني ينبغي أن تكون مشروعةً في المبدأ. والتطبير ليش مشروعا.
القيم الإسلامية في عاشوراء:
إنّنا نعتقد أنّ ذكرى عاشوراء تمثّل كنزاً ثقافيّاً إسلاميّاً، من خلال تجسيدها للقيم الإسلاميّة، ولا سيّما قيم العزّة والكرامة والحرّية والعدالة وما إلى ذلك، ويُمكن أن تشكّل محطّة إسلاميّة، تحرّك كلّ تلك القيم في مفردات الواقع الذي ينفتح بنا على أكثر من تحدٍّ وصراع مع الاستكبار والظُلم؛ وينبغي أن يتحرّك إحياؤها بما يؤسّس لبناء الإنسان المسلم المرتبط بالكتاب والسُنّة، عقيدةً وشريعةً ومنهجاً، فلا يأخذ إلا بالوسائل التي تنسجم مع ذلك.