قال تعالى : ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا )، فقد جعل الشارع لكل صلاة وقتًا معلومًا، بيّنه جبريل عليه السلام لرسول الله ﷺ بداية ونهاية، وقال له بعد أن بين ذلك بطريقة عملية، هذا وقتك ووقت الأنبياء من قبلك، والوقت ما بين هذين. والحكمة من مشروعية الجمع إزالة المشقة عن المسلمين ، وإلا فإنه لا يجوز الجمع .
هل يجوز الجمع بين الصلوات بسبب العرس:
ولم يرخص الشارع لأحد في مجاوزة هذا الوقت تقديمًا أو تأخيرًا إلا لمن حدث له عذر يمنعه من الإتيان بكل صلاة في وقتها المحدد شرعا، وذلك كالمسافر والمريض ومن يشق عليه أداء الصلاة في وقتها بسبب من الأسباب المانعة، فإنه يجمع بين الصلاتين تقديمًا أو تأخيرًا بحسب أوفقهما له وأرفقهما به.
وليس من بين هذه الأعذار التي ترخّص الجمع بين الصلاتين حضور الأعراس أو الولائم أو ما شاكل ذلك؛ إذ بوسع أي إنسان أن يؤدي كل صلاة في وقتها، بالرغم من وجوده في محفل أو في عرس أو وليمة أو اجتماع أو غيرها.
هل يجوز للعروس أن تجمع بين صلاة المغرب والعشاء:
بالنسبة للعروس فقد يرخص لها الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير لا لمجرد وجودها في حفل العرس، ولكن لكون أداء صلاة المغرب في وقتها شاق عليها ولا تتمكن منه مع حرصها عليه، فإن كان حالها كذلك فلها أن تجمعها مع العشاء تأخيرا، عملا ببعض الآراء.
ما هي الحالات التي يجوز فيها الجمع في الصلاة:
هذه بعض الأعذار تبيح الجمع بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء هي:
1 – المسافر الذي يقصر أي يباح له قصر الرباعية , على ألا يكون السفر لمكروه ولا لحرام .
2 – المريض يلحقه بترك الجمع مشقة وضعف ؛ وقد ثبت جواز الجمع للمستحاضة وهي نوع مرض ، واحتج أحمد بأن المرض أشد من السفر ، واحتجم بعد الغروب ثم تعشى , ثم جمع بينهما .
3 – المرضع لمشقة كثرة النجاسة أي مشقة تطهيرها لكل صلاة .
4 – العاجز عن الطهارة بالماء، أو التيمم لكل صلاة ، لأن الجمع أبيح للمسافر والمريض للمشقة , والعاجز عن الطهارة لكل صلاة في معناهما .
5 – المستحاضة ونحوها، كصاحب سلس بول، أو مذي، أو رعاف دائم ونحوه ، لما جاء في حديث حمنة حين استفتت النبي ﷺ في الاستحاضة , حيث قال فيه : ( فإن قويتِ على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر فتغتسلين ثم تصلين الظهر والعصر جميعا , ثم تؤخرين المغرب وتعجلين العشاء ، ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين : فافعلي ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه ، ومن به سلس البول ونحوه في معناها .
6- لمن له شغل أو عذر يبيح ترك الجمعة والجماعة كخوف على نفسه أو حرمته أو ماله , أو تضرر في معيشة يحتاجها بترك الجمع ونحوه .
7 – المطر الذي يبل الثياب أو النعل أو البدن، وكذلك الجليد، والريح الشديدة.