الوقوف للنشيد الوطني في بلاد الإسلام لا شيء فيه ، لأنه تعبير عن حب هذا الوطن ،وأما في غير بلاد الإسلام ،فإنه لا يمكن الحكم عليه بالحرمة ،لأنه ليس دليل ولاء ،أو موافقة على الأحكام تلك البلاد ، بل هو من الواجبات المعاصرة للمواطنة.
يقول الشيخ فيصل مولوي-رحمه الله تعالى- نائب رئيس المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث :
إذا كان المسلم يعيش في وطن يحكمه نظام غير إسلامي، فهو مطالب باحترام رموز هذا الوطن كالنشيد الوطني والعلم وغيرها. هذه نتيجة طبيعية وهي من واجبات المواطنة حسب الأعراف المعاصرة. وهي تختلف عن الموالاة المحرّمة التي تعني الولاء للنظام الحاكم، أو المحاربة مع غير المسلمين ضدّ إخوانه المسلمين. والدليل على ذلك أن رسول الله (صلَى الله عليه وسلَم) عاش في مكّة قبل الهجرة ثلاثة عشر عاماً لم يتعرّض فيها للأصنام مع أنها رموز للكفر، واكتفى بعدم الاشتراك في عبادتها، بل وأنكر على قريش ذلك.
ويقول الشيخ عطية صقر من كبار علماء الأزهر رحمه الله :
تحية العلم بالنشيد أو الإشارة باليد في وضع معين إشعار بالولاء للوطن والالتفاف حول قيادته والحرص على حمايته، وذلك لا يدخل في مفهوم العبادة له، فليس فيها صلاة ولا ذكر حتى يقال: إنها بدعة، أو تقرُّب إلى غير الله.