شرع الله لعباده الدعاء فقال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60] وقال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) [البقرة:186].
وموضع الدعاء في الصلاة عند السجود وبعد التشهد الأخير.
فيسنُّ أن يدعو المسلم الله عز وجل بالآيات القرآنية التي فيها دعاء، وبالأحاديث التي فيها دعاء أيضاً، ولا يُشترط التقيّد بلفظ الحديث، كما يجوز الدعاء بأي لفظ آخر.
هل يجوز الدعاء بأمور الدنيا:
اختلف الفقهاء هل يجوز أن يدعو المصلي بأمور دنيوية تخصه هو.
كأن يقول: اللهم أعطني كذا أو زوجني أو نحو ذلك.
فقال المالكية والشافعية: يجوز بكل أمر خير دنيوي أو أخروي ما لم يكن محرماً.
وقال الحنفية والحنابلة لا يجوز أن يدعو بما ذكر من أمور الدنيا. وقول المالكية والشافعية أولى لعدم ورود ما يمنع، ولأنه لم يدع بمحرَّم.
فإذا سألت المرأة زوجا صالحا في السجود أو في آخر الصلاة أو في آخر الليل أو ذرية طيبة أو مالا حلالا، وهكذا الرجل سأل ربه أن يعطيه زوجة صالحة أو مالا حلالا كل ذلك جائز.
موضع الدعاء في الصلاة:
1-السجود محل دعاء في الصلاة ولو فريضة، يقول النبي ﷺ: أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم يعني: فحري أن يستجاب لكم.
وقال ﷺ : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء.
2-آخر الصلاة قبل السلام بعد التحيات وبعد التشهد والصلاة على النبي ﷺ.
3-في قنوت الوتر.
أفضل أوقات الدعاء:
1-بين الأذان والإقامة الدعاء لا يرد.
2-الدعاء آخر الليل وجوف الليل وجميع الليل.يقول النبي ﷺ: ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟
في اللفظ الآخر فيقول سبحانه: هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى سؤله؟ هل من تائب فيتاب عليه؟ حتى ينفجر الفجر.
3- حين يجلس الإمام يوم الجمعة على المنبر للخطبة إلى أن تقضي الصلاة.
4- آخر كل صلاة قبل السلام.
5 – آخر نهار الجمعة بعد العصر إلى غروب الشمس.