خلاصة ما قاله الدكتور صبري عبد الرءوف أستاذ الفقه المقارن أنه ليس في الإسلام ما يعرف بالاستخارة بالألوان ، وهذا ضرب من الجهل بالدين ، ومن أراد أن يستخير، فالاستخارة الشرعية معروفة ،وتكون بصلاة ركعتين ،ثم يستخير المسلم ربه ، فإن وجد انشراحا ، أو تيسيرا للأمر ، علم به.
وهذا ماقاله الدكتور صبري عبد الرؤوف:
عجيب أمر هذا الزمن وأحوال الناس أعجب ولا ندرى من أين جاء هذا التطور الذي لا أصل له مطلقا ، وعجيب أمر يعمل استخارة ولا أدري حقيقة ما يقومون به أهي استخارة أو تجربة لمكياج من نوع جديد بدأ يظهر وينتشر بين هذه الأوساط؟
الاستخارة مشروعة بشرط الالتزام بتعاليم الإسلام، فقد ثبت عن سيدنا جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله ﷺ يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمرى أو قال عاجل أمرى وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمرى أو قال: عاجل أمري وآجله فاصرفه عنى واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به ويسمي حاجته .رواه البخاري والنسائي وأبو داود وابن ماجه والترمذي وهذا الحديث يدل على مشروعية صلاة الاستخارة ولكن المطلوب من الإنسان قبل أن يصليها أن يصلح علاقته بالله أولا ويكثر من التوبة والاستغفار ثم يدعو الله بعد ذلك ما يشاء بعد أن يصلي صلاة الاستخارة، والأولى لصاحب الحاجة أن يصليها بنفسه أو لمن يهمه أمره ولا يوجد ما يسمى بالاستخارة بالألوان ولا بتحديد لون معين، وإنما المطلوب من الإنسان أن يفوض أمره إلى الله عز وجل ، ويجوز للإنسان أن يكررها عدة مرات ولا حرج في ذلك ،وليس بشرط أن يرى رؤيا ولكن قد يجد الإنسان انشراحا في الصدر أو تيسيرا للأمر فهذا دليل خير، أما إن رأى غير ذلك أو أحس بغير ذلك فليصرف نفسه عن هذا الأمر.