عقيدة المسلم التي يدين بها لله عز وجل هي أن الذي يمرض ويشفي ويحي ويميت هو الله سبحانه وتعالى ، ومن ادعى القدرة على الشفاء فقد أشرك بالله عز وجل ، فالشفاء لا يقدر عليه إلا الله تعالى “وإذا مرضت فهو يشفين” ، ولكن إذا كان الله سبحانه وتعالى قد خلق الداء فقد يسر لنا أسباب الشفاء ، فنحن نملك أسباب الشفاء ، ومن ثم فنحن مأمورون بأن نأخذ بالأسباب ولكن لا يجوز أن نعتمد عليها ، فالأخذ بالأسباب واجب ولكن الاعتماد عليها كفر..

فالمريض مأمور بأن يذهب للطبيب والذي بدوره يشخص الداء ويصف الدواء ومتى أخذ المريض بالأسباب وجب عليه أن يتوكل على الله تعالى الذي بيده الشفاء.

وعلى هذا فإذا ادعى شخص أنه يملك أسباب الشفاء من السحر ومن مس الجان فلا حرج في ذلك إذا كان يفعل هذا بضوابطه الشرعية.

أما مسألة الاستعانة بالجن فإنه لا يجوز الاستعانة بالجن ولوكان ذلك في أمور يظهر أنها من أعمال الخير، لأن الاستعانة بهم ‏تؤدي إلى مفاسد كثيرة، ولأنهم من الأمور الغيبية التي يصعب على الإنسان فيها الحكم ‏عليهم بالإسلام، أو الكفر، أو الصلاح، أو النفاق، لأن الحكم بذلك يكون بناء على ‏معرفة تامة بخلقهم ودينهم والتزامهم وتقواهم، وهذا لا يمكن الاستيثاق منه لانعدام مقاييس ‏تحديد الصادقين والكاذبين منهم بالنسبة إلينا.‏
ولم يثبت عن النبي ، ولا خلفائه الراشدين، ولا الصحابة ولا التابعين، ‏أنهم فعلوا ذلك، أو استعانوا بهم، أو لجؤوا إليهم في حاجاتهم.‏
ومع انتشار الجهل في عصرنا وقلة العلم قد يقع الإنسان في الشعوذة والسحر، بحجة ‏الاستعانة بالجن في أعمال الخير، وقد يقع في مكرهم وخداعهم وهو لا يشعر، إلى ما في ‏ذلك من فتنة لعامة الناس، مما قد يجعلهم ينحرفون وراء السحرة والمشعوذين بحجة ‏الاستعانة بالجن في أعمال الخير. وما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاويه من أن ‏استخدامهم في المباح والخير جائز كاستخدام الإنس في ذلك، فإنه في آخر كلامه ذكر أن ‏من لم يكن لديه علم تام بالشريعة قد يغتر بهم ويمكرون به.
قال ابن مفلح في الآداب ‏الشرعية:” قال أحمد في رواية البرزاطي في الرجل يزعم أنه يعالج المجنون من الصرع بالرقى ‏والعزائم، أو يزعم أنه يخاطب الجن ويكلمهم، ومنهم من يخدمه. قال: ما أحب لأحد أن ‏يفعله، تركه أحب إلي”.