الأمي لغة: الذي لا يَكْتُبُ، قال الزجَّاجُ: الأُمِّيُّ الذي على خِلْقَةِ الأُمَّةِ لم يَتَعَلَّمِ الكتابَ، فهو على جبلتِه، وفي التَّنزِيلِ : ( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ) [البقرة: 78]، وسمي أميا نسبة إلى الأم أو الأمة، ومن لا يقرأ ولا يكتب، والعيي الجافي، قال أبو عبيد: الأمي في اللغة المنسوب إلى ما عليه جبلة الناس لا يكتب، فهو في أنه لا يكتب على ما ولد عليه، قال المناوي: الأمي من لا يحسن الكتابة نسب إلى أمه لأن عادة النساء الجهل بالكتابة ذكره أبو البقاء.

والأمي اصطلاحاً: من لا يحسن الفاتحة سواء كان لا يحفظها، أو يحفظها ويخفف مشدداً لرخاوة في لسانه، أو يُدغم منها حرفاً لا يدغم سواء كان ذلك لخرس أو في لسانه عجلة تسقط بعض الحروف، أو يلحن فيها لحناً يحيل المعنى.

حكم إمامة الأمي:

الأمي في إمامته له حالتان:

الحالة الأولى: أن يكون إماماً لمثله، فاختلف العلماء في هذه المسألة إلى قولين:

القول الأول: تصح إمامته عند مالك، والشافعي، وأحمد قال المرداوي في الإنصاف: الصَّحِيحُ من الْمَذْهَبِ صِحَّةُ إمَامَةِ الْأُمِّيِّ بمثله، وَعَلَيْهِ جَمَاهِيرُ الْأَصْحَابِ ـ أي الشافعية.

القول الثاني: إذا صلى أمي بقوم فيهم قراء وأميين صَلَاةُ الْإِمَامِ وَالْقَوْمِ فَاسِدَةٌ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ، وقال أَبِي يُوسُفَ وَمُحَمَّدٍ – رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى – : صَلاةُ الْإِمَامِ وَالْأُمِّيِّينَ تَامَّةٌ؛ لأَنَّ الْأُمِّيَّ صَاحِبُ عُذْرٍ.

 والراجح والله أعلم: صحة صلاة الأمي بمثله.

الحالة الثانية: أن يكون إماماً لقارئ، فَلَا يَجُوزُ اقْتِدَاءُ الْقَارِئِ به، بِأَمْرِ الشَّارِعِ بِتَقْدِيمِ الأَقْرَأِ، فإذا قُدِّمَ الأمِّيُّ خُولِفَ الأَمْرُ، وَدَخَلَ تَحْتَ النَّهْيِ.