قال رسول الله ﷺ “الدعاء هو العبادة” ، وللدعاء آداب على المسلم أن يراعيها.
يقول الشيخ عطية صقر ،رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا- رحمه الله تعالى-:
إذا كان من معاني الدعاء: النداء، وبخاصة من الأدنى للأعلى، فإن الدعاء يراد به: عبادة الله ـ سبحانه وتعالى ـ بكل أنواعها.
روى أحمد وأصحاب السنن أنه( ﷺ ) قال: “إن الدعاء هو العبادة. ثم قرأ قوله ـ تعالى: { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين }.
فالمراد بالدعاء هنا في هذه الآية: العبادة بكل أنواعها: من صلاة وزكاة وحج وذكر وقراءة قرآن، وغير ذلك؛ لأن الكفار أو العاصين المستكبرين عن عبادة الله مصيرهم جهنم.
وأما آداب الدعاء : فقد جاء في كتاب: (الأذكار) للنووي نقلا عن الغزالي في كتابه: (إحياء علوم الدين): أن آداب الدعاء عشرة:
الأول: أن يترصد الأزمان الشريفة كيوم: عرفة وشهر رمضان ويوم الجمعة والثلث الأخير من الليل ووقت الأسحار.
الثاني: أن يغتنم الأحوال الشريفة: كحالة السجود، والتقاء الجيوش ونزول الغيث، وإقامة الصلاة، وبعد إقامة الصلاة .
الثالث: استقبال القبلة، ورفع اليدين ويمسح بهما وجهه في آخره.
الرابع: خفض الصوت بين المخافتة والجهر.
الخامس: ألا يتكلف السجع، وقد فسر به: الاعتداء في الدعاء.
السادس: التضرع، والخشوع والرهبة، كما قال ـ تعالى:{ إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبنا وكانوا لنا خاشعين }. وقال: { ادعوا ربكم تضرعا وخفية } .
السابع: أن يجزم بالطلب، ويوقن بالإجابة، ويصدق رجاءه فيها، يقول سفيان بن عيينة: لا يمنعن أحدكم من الدعاء ما يعلمه من نفسه، وإن الله (تعالى) أجاب شر المخلوقين وهو إبليس إذ قال: { رب أنظرني ليوم يبعثون فقال إنك من المنظرين}
الثامن: أن يلح في الدعاء وأن يكرره ثلاثا ولا يستبطئ الإجابة.
التاسع: أن يفتتح الدعاء بذكر الله (تعالى) أي: وبالصلاة على النبي ( ﷺ ) بعد الحمد لله والثناء عليه، وأن يختمه بذلك.
العاشر :التوبة ورد المظالم والإقبال على الله ـ تعالى.