هل يشترط إنضاج اللحم قبل أكله

يجوز أكل اللحم نيئاً ومطبوخاً، والدم الذي في اللحم هو من الدم المعفو عنه لصعوبة التحرز منه، بل الكبد دم وهي حلال بالاتفاق. والمحرم هو شرب الدم المحض الخالص؛ لقوله – تعالى -: “إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنـزير وما أهل لغير الله به” [النحل:115].

وقد أباح الله لنا ورسوله – صلى الله عليه وسلم – أكل لحوم الحيوان والطير إلا ما استثنى كالسباع الضواري، وذوات المخلب من الطير، والحشرات المستقذرة، ونحوها. فإنه لم يرد في شيء من نصوص الكتاب، ولا من أحاديث النبي – صلى الله عليه وسلم – تخصيص ذلك بالمطبوخ، ولا اشتراط طبخ شيء منه.
مع أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمر بطبخ البصل والثوم لمن أراد أكله حتى تذهب ريحه (انظر ما رواه مسلم (567) من حديث عمر – رضي الله عنه -) ولم يرد مثل هذا الأمر في اللحم، فدل على أن الجواز فيه شامل للنيئ والنضيج.

وإن كنا لا ننصح بأكله نيئاً؛ لأنه قد يسبب بعض الأمراض مثل: (تكسو بلازما) الذي يصيب الرجال والنساء والأطفال بسبب أكل اللحم غير النضيج، مثل: اللحم الذي يقدم في (الهامبورجر) وغيره، ولذا قال بعض الفقهاء بكراهة أكل اللحم النيئ كما في (الآداب الشرعية لابن مفلح 3/374)، وفي (الإنصاف والفروع) وغيرهما: لا بأس بأكل اللحم النيئ، وهذا هو الصواب.