منزلة الصلاة في الإسلام لا تعدلها منزلة؛ لأنها عماد الدين كما في الحديث “رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله”.
وبيان ذلك فيما يأتي:
أولاً: إن الصلاة أول ما فرضه الله من العبادات في الإسلام كما كانت مفروضة من قبل في الأديان السابقة.
وثانيًا: على الرغم من أنها خمس صلوات في اليوم والليلة، كانت في أول فرضها ليلة الإسراء خمسين، ثم خففت إلى خمس فقط، جعلها الله بخمسين، كما في رواية أحمد والنسائي والترمذي.
وثالثًا: أنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله، فقد روى ابن ماجه والحاكم عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: “إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، وإن انتقص من فريضته قال الرب: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل به ما انتقص من الفريضة؟ ثم يكون سائر عمله على ذلك.
ورابعًا: أنها آخر وصية وصى بها الرسول (ﷺ ) أمته عند مفارقته للدنيا حيث قال: “الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم.
وخامسًا: هي آخر ما يفقد من الدين وإن ضاعت ضاع الدين كله، كما في حديث ابن حبان.
وسادسًا: إن الرسول (ﷺ ) حتم أداءها مهما كانت الأعذار، فمن لم يستطع أداءها من وقوف قعد وصلى، فإن لم يستطع اضطجع وصلى، وهكذا حتى لو لم يقدر إلا بالإشارة برأسه أو إمرارها على فكره وجبت عليه.
وكذلك لو كان في معركة يجاهد في سبيل الله، فلابد من أدائها، وتسمى حينها صلاة الخوف.
وسابعًا: أنها أكبر العوامل المؤثرة في استقامة السلوك إذا أديت بخشوع، ودقة وإتقان كما قال ـ تعالى: { وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر }(العنكبوت:45).
وثامنًا: أن الله حظر من تركها كما قال ـ سبحانه: {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون }(الماعون) وحذر الرسول (ﷺ ) كما في الحديث “بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة”. كما رواه مسلم وأحمد، وغيرهما.
وتاسعًا: أن إبراهيم عليه السلام سأل ربه أن يجعله هو وذريته مقيمين للصلاة، كما في قوله سبحانه: { رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء}(إبراهيم:40).
هذه بعض المظاهر التي تبين منزلة الصلاة في الإسلام إلى جانب ما ورد من فضائلها العظيمة، والثواب الجزيل لمن يحافظ عليها، وأنها كما قال الرسول (ﷺ ): “وجعلت قرة عيني في الصلاة”.
وكان إذا حجبه أو حزنه أمر فزع إلى الصلاة، كما رواه أحمد.