الكلام المنسوب إلى الله تعالى والذي بلَّغه لنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نوعان: نوع متلوٌّ وهو القرآن الكريم، ونوع غيرُ متلوٍّ، وهو الحديث القدسي.
ويمتاز القرآن بأمور منها:
1 ـ أنه نزَل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بطريق الوحي الذي حمَله جبريل ـ عليه السلام ـ كما قال تعالى ( نزل به الروح الأمين . على قلبك لتكون من المنذرين . بلسان عربي مبين ) ( الشعراء : 193 ـ 195 )، ولم ينْزل بطريقٍ آخر كالإلهام والمنام.
2 ـ أنَّ لفظه ومعناه من الله ـ تعالى ـ باتِّفاق فلا تجوز قراءته بالمعنى.
3 ـ أنه مُعجِز لا يمكن لأحد أن يأتيَ بمِثله أو بأقْصر سورة منه.
4 ـ أنه معجزة باقية إلى يوم القيامة محفوظ من التغيير والتبدليل.
5 ـ أنه نُقل إليْنا بالتَّواتر فهو قطْعي الثبوت. يَكفُر من أنكر شيئًا منه.
6 ـ تُسمى الجملة منه آية وسورة.
7 ـ تلاوته مُتعيَّنة في الصلاة لا تَصح بدونه ولا يُغني عنه غيره عند القدرة عليه.
8 ـ يُتعبَّد بتلاوته فيُعطَي قارئه على كل حرف عشر حسنات.
9 ـ تَحرُم تلاوتُه حال الجنابة، كما يحرُم مسُّه وحملُه بدون طهارة على رأي الجمهور.
10 ـ يمْتنع بيعُه عند الإمام أحمد في رواية عنه.
أما الحديث القُدُسي فقد ينزل بغير الوحي الذي يحمله جبريل، وفي كون لفظه ومعناه من الله خلاف، وهو ليس بمُعجِز. ولا يُحفظ من التغْيير والتبْديل، وبعضه أو كله ـ كما قال بعض العلماء ـ نُقل إلينا بطريق الآحاد، لا يَكفُر مَن أنكر شيئًا منه، ولا يُسمى بعضه آية أو سورة، وتلاوته لا تُجزئ عن القرآن في الصلاة، بل تَبطُل عند بعض الأئمة. ولا يُثاب قارئه ثواب قراءة القرآن، ولا تَحرُم تلاوته أو مَسُّه أو حمله بدون طهارة، ويجوز بيعه باتفاق.
ولا يجوز أن يُطلق عليه قرآن ولا أن ينسب إلى الله مباشرة فلروايته صيغتان:
إحداهما: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما يَروي عن ربه، وهى عبارة السلف التي فضَّلها النووي.
ثانيهما: قال الله تعالى فيما رواه عنه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. والمعنى واحد.
أما الحديث النبوي فإن لفظه من عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ومعناه من الله سبحانه على الخلاف في تفسير قوله تعالى ( وما يَنْطِق عنِ الهَوَى . إنْ هُوَ إلا وحيٌ يُوحَى . علَّمه شديد القُوَى ) ( النجم : 3 ـ 5 )، وعلى حديث ” ألا إنِّي أوتيتُ الكتاب ومثْلَه معه ” رواه أبو داود. وهو كالحديث القدسي فيما له من أحكام.
هذه هي أهمُّ الفُروق، ملخَّصه من كتاب الإتْحافات السَّنِيَّة في الأحاديث القدسيَّة للمَنَاوِي و ” الأحاديث القدسية ج1 و ج2 ” نشر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.