حج بيت الله الحرام هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو واجب مرة واحدة في العمر على كل مسلم بالغ عاقل إذا استطاع إليه سبيلا، أي إذا كانت له القدرة المادية والصحية على أداء هذه الفريضة.

وقبل أن ندخل إلى الحكمة من رمي الجمر نقول أن من الأمور التي تعبدنا الله أمورا تظهر الحكمة في القيام بها إظهار كمال الامتثال والاستسلام إلى الله تعالى، والحكمة فيها طاعة الحكيم الذي أمر بها، ومقصود الشرع بها الابتلاء بالعمل بها، ومنها ما تظهر الحكمة فيه واضحة جلية وذلك مثل وجوب رد المغصوب، ويكثر هذا في حقوق العباد، ومن الأمور التي تعبدنا الله بها أيضا ما يظهر فيها الحكمة وأيضا الابتلاء بالعمل بها وذلك مثل، فرضية الزكاة.

فعلى المسلم طاعة الرسول واتباع الشرع وإن لم يعرف الحكمة، فالله أمرنا أن نتبع ما جاء به الرسول وأن نتبع كتابه، قال تعالى: اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ [الأعراف:3]، وقال سبحانه: وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ [الأنعام:155]، وقال سبحانه: أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ [النساء:59]، وقال تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا [الحشر:7].

أما الحكمة من رمي الجمرات فزيادة على الابتلاء بالعمل بها فيها أيضا تذكير لما حدث مع نبي الله إبراهيم،  وذلك أنه لما أمره الله بذبح ولده وسعى لتنفيذ ذلك اعترضه الشيطان ووسوس له بأن لا يذبح ولده فرماه بسبع حصيات، ثم انطلق فاعترضه أخرى فرماه بسبع ، ثم انطلق فاعترضه ثالثه فرماه وأضجع ولده على جبينه وأجرى السكين على عنقه فلم تقطع، وناداه الله بقوله: ونادينه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا. أي امتثلت ما أمرك الله به وعصيت الشيطان ، وفيها أيضا الاقتداء بفعل النبي حيث رمى الرسول في المكان الذي اعترض فيه خليل الله إبراهيم عليه السلام.