الشفع معناه: ركعتان، وتسمى ركعتان شفع، والوتر واحدة.
والسنة الوتر بواحدة، أو ثلاث، أو خمس، أو سبع، أو تسع، أو إحدى عشرة، أو ثلاث عشرة، أو أكثر من ذلك، لكن الأفضل إحدى عشرة؛ فكان في الغالب يواظب ﷺ على إحدى عشرة ركعة، وربما يوتر بأكثر من ذلك أو بأقل من ذلك، ويسلم من كل ثنتين، ثم يوتر بواحدة ﷺ .
وإذا أوتر المسلم بثلاث، أو بخمس، أو بسبع، أو بتسع، فكله صحيح، والوتر نافلة ليس بفرض وهو الذي عليه جمهور أهل العلم أنه سنة، وليس بواجب.
ولما سأل النبي ﷺ عن صلاة الليل قال: مثنى مثنى ولم يحدد عددًا، ثم قال: فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة، توتر له ما قد صلى.
وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن أدنى الكمال الوتر أن يوتر الإنسان بثلاث ركعات ، سواء فعلها متصلة أو منفصلة.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : ” أدنى الكمال في الوتر أن يصلي ركعتين ويسلم ، ثم يأتي بواحدة ويسلم . ويجوز أن يجعلها بسلام واحد ، لكن بتشهد واحد لا بتشهدين ؛ لأنه لو جعلها بتشهدين لأشبهت صلاة المغرب ، وقد نهى النبي ﷺ أن تُشبّه بصلاة المغرب ” انتهى من “الشرح الممتع” (4/21) .
وروى ابن حبان عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يفصل بين شفعه ووتره بتسليمة ، وأخبر أن النبي ﷺ كان يفعل ذلك .
وهذا الحديث يدل على أن المراد بالشفع الركعتان قبل ركعة الوتر .
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في رسالته ” صلاة التراويح ” بعد أن ذكر صفات صلاة الوتر المتنوعة الواردة في السنة : ” ويتلخص فمن كل ما سبق أن الإيتار بأي نوع من هذه الأنواع المتقدمة جائز حسن ، وأن الإيتار بثلاث بتشهدين كصلاة المغرب لم يأت فيه حديث صحيح صريح ، بل هو لا يخلو من كراهة ، ولذلك نختار أن لا يقعد بين الشفع والوتر ، وإذا قعد سَلَّم ، وهذا هو الأفضل ” انتهى .