قضاء ما فات على المسلم أو المسلمة من الصيام والصلاة أمر واجب، فصيام ما تركه المسلم من شهور في رمضان يجب عليه أن يصوم ما فاته ويجتهد في تقدير الأيام التي لم يصمها، وعلى التخفيف في الفتوى لا فدية عليه لكثرة الأيام التي سيقوم بصيامها.
يقول الشيخ ابن باز -عليه رحمة الله تعالى – : من ترك الصلاة لمرض أو تركها عن نسيان، أو عن نوم فهذا يقضي، لقول النبي ﷺ: من نام عن الصلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك، وقال تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ [الأنفال: 38] ولقوله ﷺ: التوبة تهدم ما كان قبلها والإسلام يهدم ما كان قبله وقد صح عن رسول الله ﷺ أنه قال: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر، وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة أخرجه مسلم في صحيحه رحمه الله.
فهذه النصوص وما جاء في معناها كلها دالة على كفر من ترك الصلاة عمدًا تهاونًا وتكاسلًا، لا عن علة من نوم أو مرض يسوغ له معه التأخير، أو عن نسيان، فالناسي والنائم والمريض الذي يسوغ له التأخير يقضي، وأما المتعمد المتساهل فهذا لا يقضي، وعليه التوبة إلى الله سبحانه وتعالى.
ويقول بعض العلماء عن قضاء الصلاة لمن كان لا يصلي أنه يجب عليه أن يعقد النية على أنه سيصلي ما فاته اجتهادًا منه في تقدير الأيام التي كان تاركا للصلاة فيها، على أن يصلي مع كل فرض فرضًا من الفوائت وتقدم الصلاة الفائتة على صلاة اليوم إعمالاً للترتيب، فإن مات بعد عقد النية وأدى الصلاة في الأيام التي مرت عليه بعد عقد النية، فجمهور الفقهاء يرون أنه يؤخذ بنيته ويغفر الله لها إن شاء سبحانه.