يقول الدكتور طاهر مهدي البليلي ـ عضو المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء:

‏عن ‏ ‏أنس، ‏ ‏قال ‏‏قال رسول الله ‏ : “لا يؤمن عبد ‏ -‏وفي حديث ‏ ‏عبد الوارث: ‏ ‏الرجل- ‏ ‏حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين«  (مسلم وجوب محبة رسول الله 62)

ينبغي أن نبرهن على محبتنا لرسول الله وليس بالعاطفة فحسب، بل بالثمرة التي تظهر كنتيجة لذلك الحب الخالص. نعم إن حبنا له عقيدة قرآنية؛ لأن الله جعل حب الرسول دليلا على حبه، فقال: “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله” (أل عمران 31)

فالحب في القلب ولاشك، و منه المشاعر النبيلة ولا ريب، وأما الثمرة و مظهر الحب: فهي الالتزام بنهج المصطفى، والسير على سنته، وتنفيذ أوامره.

تكون نصرته كالتالي:

‏عن النبي ‏ ‏ ‏ ‏قال: “‏ ‏ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن ‏ ‏يقذف ‏ ‏في النار”(البخاري حلاوة الإيمان رقم 15)

أن تنصروه في أولادكم وأهليكم بحيث تعلمونهم حب الرسول و طاعة أمره.

أما فيما يتعلق بما جرى مؤخرا من رسم سخيف سخافة أصحابه، فلا ينبغي أن نخرج جميعا للتنديد و الصياح و التكسير، فليس ذلك من سنته ، بل النصرة الحقيقية تكمن في ازدياد المسلمين تمسكا بنهجه،فهو أفضل رد على هؤلاء الذين لا دين لهم، بل لا قيم عندهم.

فيكفي الإنكار في القلب و القول »اللهم إن هذا منكرا لا أرضى به « و كلُّ ينصره على قدر استطاعته. و لا حرج بعد ذلك إن شاء الله.

و يمكن أيضا أن لا تشتري بضائع الدولة التي سمحت بالإساء لرسول الله ، وهي معروفة وبخاصة أنها تتميز بأثمان باهضة، ويمكن للمسلم إرسال نسخة منها على للناس؛ ليعلم الناس أشكالها و أسماءها.

لا نستطيع أن ننفي دعوى محبة العبد لرسول الله أياً كان هذا العبد، لأن الله قد صاغ رسوله المصطفى صياغة تقتضي أن تتعشقه الإنسانية أياً كان القالب الذي صبت فيه هذه الإنسانية، ولكن كثيراً ما يكون الإنسان محباً ولكن سلوكه يتقاعس عن التناغم مع حبه لرسول الله ، عودوا إلى نفوسكم هذه، ولسوف تجدونها تنطوي على قدر من الحب للمصطفى ، ثم عودوا إلى سلوككم، وإلى واقع حياتكم، وتساءلوا عن مدى الانسجام بين الحب الذي تكنونه لحبيبكم المصطفى ، وبين السلوك الذي تعرفونه لأنفسكم، فإن رأيتم التطابق فاشكروا الله عز وجل على ذلك، وإن رأيتم التقصير فاسألوا الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم ويجنيكم نتائج هذا التقصير وعواقبه الوبيلة.