فضّل الله سبحانه وتعالى بعض الأيام على بعض، والأيام الفاضلة هي مواسم لنفحات الله يتفضل فيها على عباده فيغفر الذنوب، ويرفع الدرجات، ومن تلك الأيام الفاضلة يوم عرفة، فقيل إن يوم عرفة أفضل الأيام لقوله : “«”ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة…..”

وفضل الله سبحانه وتعالى الليالي والشهور والأيام والساعات، بعضها على بعض، وقد يكون التفضيل بمزيد من الأجر والفضل يعطيه الله تعالى على الأعمال، وقد يكون بتفضله سبحانه بإجابة الدعاء في الأوقات التي فضلها ، مثل( ساعة يوم الجمعة ، والثلث الأخير من الليل، وما بين الأذان والإقامة) وقد يكون التفضيل بتفضله سبحانه بمزيد عفوه وكريم امتنانه، فيعتق سبحانه في هذه الأوقات رقابا من النار ما لا يعتقه في أيام أخر ، مثل ( ليالي شهر رمضان ، ويوم عرفة )

وكعادة بعض الناس في الغلو والإغراق، فقد أدخلوا حيثيات التفضيل بعضها في بعض، ففضلوا أياما لم يفضلها الله، أو فضلوا أياما فاضلة فخلعوا عليها من نعوت التفضيل ما لم يرد به دليل من كتاب أو سنة، مع أن أمر التفضيل لا يمكن معرفته إلا عن طريق الوحي ، فمثله لا مجال فيه للرأي والاجتهاد.

يقول الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى-:

وهكذا سبحانه فضل الأزمان بعضها على بعض، فجعل رمضان أفضل الشهور، وجعل عشر ذي الحجة أفضل الأيام، وجعل ليلة القدر أفضل الليالي، هذا من كرمه وإحسانه وحكمته في شرعه جل وعلا؛ ليبين لعباده أنه الحكيم العليم، وأنه يفضل ما يشاء على ما يشاء، وليزداد نشاطهم بالعمل، وليتنافسوا أيضًا في هذه الأزمان الفاضلة حتى يودعوا فيها من الأعمال ما يليق بها، وحتى يجتهدوا في خزانة ما ينفعهم في الآخرة، فإنها خزائن هذه الأيام والليالي، خزائن تفتح يوم القيامة بما فيها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله فهو الذي وفقه لذلك، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.