انتشرت في الآونة الأخيرة طباعة الصور على الملابس، واتخذت أشكالا مختلفة ، من ذلك طبع الأشخاص باختلاف اتجاهاتهم ،كالممثلين ولاعبي كرة القدم ، أو الزعماء والرؤساء ، كما ظهرت صور الممثلات والمغنيات وغيرهن .
وقد اتخذت طباعة الصور على الملابس شكلا آخر، كطباعة الأماكن المشرفة، مثل المسجد الأقصى وغير ذلك من الأماكن.
وطباعة الصور على الملابس تأخذ حكم التصوير، وهو من الأمور الخلافية بين الفقهاء في أصله، ولكن هناك أمور متفق عليها ، من ذلك:
حرمة تصوير أو طباعة صور الفساق والعصاة ، أو كل من يحارب الإسلام ، فلا يجوز لبس هذه الملابس التي عليها مثل هذه الصور.
فلا يجوز طبع ملابس هؤلاء لما يكون في ذلك من أثر سيئ لأنها ترويج لمثل هذا النموذج في المجتمع الإسلامي، فتلبس الفتيات ملابس عليها صور للشباب، ويلبس الشباب ملابس عليها صور الفتيات ، وكل ذلك ينهى عنه شرعا.
والذي تطمئن إليه النفس هو النهي عن طبع الصورة على الملابس التي عليها صور إنسان ، سواء كان صالحا أم غير صالح، أيا كان ذلك الإنسان .
أما الملابس التي تطبع عليها صور بعض الأماكن كالأقصى ونحوها ، فإنه لا يمكن الحكم عليها بالحرمة ، لعدم حرمة تصويرها أو طبعها، ولكن الأولى إن لبست ألا يصلي فيها خاصة في المساجد ، حتى لا يشوش الإنسان على المصلين بالنظر جبرا إلى مثل هذه الصور، مما يخرج الناس عن الخشوع في الصلاة .
ولا يعني هذا حرمة ارتداء الملابس التي عليها صور الأماكن أو الأشخاص إن لم يكن هناك نوع من التعظيم أو التقديس ولكنه يكره هذا، ويكون حراما إن كان هناك نوع من التقديس أو التعظيم ونحوهما .
يقول الدكتور يوسف القرضاوي :
الصور الشمسية (الفوتوغرافية) والصور المرسومة أو المطبوعة على الملابس الأصل فيها الإباحة، ما لم يشتمل موضوع الصورة على محرم، كتقديس صاحبها تقديسا دينيا، أو تعظيمه تعظيما دنيويا، وخاصة إذا كان المعظم من أهل الكفر والفساق كالوثنيين والشيوعيين والفنانين المنحرفين .انتهى
ويقول الدكتور وهبة الزحيلي أستاذ الشريعة بالجامعات السورية -رحمه الله تعالى- :
يكره لبس الألبسة ذات الصور، للصغار والكبار على السواء، وإنما المشروع هو الألعاب ولو كانت مجسمَّة بالنسبة للصغار فقط، دون نصبها على الحيطان والمكتبات والمفروشات، فذلك تعظيم لها وهو حرام.انتهى
والصلاة في المكان الذي به صور سواء أكانت ملبوسة أم معلقة صحيحة مع الكراهة .
فقد جاء في فتاوى دار الإفتاء بالسعودية :
لا بأس بالصلاة وخاصة إذا كانت الصورة مما يمتهن ، كما لو كانت في الفراش أو في موضع يداس ويوطأ ، هذا لا بأس به كما صرح به شيخ الإسلام ابن تيمية ، أما لو كانت الصورة أمام المصلي وهو مستقبل القبلة فهذا مكروه ، والصلاة صحيحة إن شاء الله ، ولا بأس بذلك ، فإن أمكن أن يجد مكاناً لم يكن فيه صورة فهو أولى وإذا لم يمكن وصلى فالصلاة صحيحة ولا حرج.