عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ رواه البخاري، ومسلم.

قال رسول الله من “صلى الفجر في جماعة كان في ذمة الله”ومعنى “ذمة الله” تعالى أي يكون في حماية الله وعنايته.

وكذلك إذا فاتته الجماعة في المسجد وصلى بأهله الفجر في جماعة -فله نفس الوعد الكريم- بأن يكون في حماية الله وحراسته؛ إذ الحديث قد أطلق هذا الفضل لمن أدى الفجر في جماعة.

وقد ذُكر عند النبي رجل نام ليلةً حتى أصبح، قال: «ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه»؛ [ «البخاري ومسلم» ].

كيف يخرج المسلم المؤمن بالله واليوم الآخر للعمل، وهو لم يصلِّ الفجر في المسجد؟ يطلب الرزق من الله، وهو قد عصى الله قبل طلبه للرزق، وبدأ يومه بالمعصية.  

فضل صلاة الفجر على وقتها وفي جماعة:

-يقول عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون»؛ (البخاري ومسلم)، فكيف يريد المتخلف عن جماعة المسلمين في الفجر أن يصِلَه هذا الثناء، وهو في عداد النائمين، وليس في عداد المصلين؛ لأن الملائكة شهدوا لهم، فقالوا: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون؟  

-قال عليه الصلاة والسلام: «من صلى البردين، دخل الجنة»؛ (البخاري ومسلم)، وقال أيضًا: «من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة، فكأنما قام الليل كله»؛ [مسلم]، وفي الحديث: «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها»؛ (مسلم)، هذه النافلة، فما بالك بالفريضة؟ وما تقرب عبد أحب إلى الله مما افترض الله عليه.

-في الحديث: «لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها»؛ (مسلم).

-صح عنه عليه الصلاة والسلام: «أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما، لأتوهما ولو حَبْوًا»؛ (البخاري ومسلم).  

تأخير صلاة الفجر عن وقتها وفي جماعة:

ما كان يعرف في سلف الأمة التخلف عن صلاة الفجر جماعة، ولا يعرف ذلك في صفوف المؤمنين، بل ما كان يعرف ذلك إلا في صفوف المنافقين؛

إنه ما قدر الله حق قدره من عمد إلى ساعته أو هاتفه، فجعل التنبيه على وقت عمله دون صلاته لمولاه وخالقه، ليتذكر من تخلف عن الصلاة أنه ربما تكون هذه الصلاة التي تخلفت عنها هي آخر صلاة لك، فهل تحب أن يختم لك بذلك؟

  إن أكثر الصلوات التي تصلى خارج وقتها هي الفجر؛ لضيق وقتها وتقدم النوم عليها؛ يقول ابن مسعود رضي الله عنه: “ولقد رأيتُنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف))؛ (مسلم)، فكيف بأناس أصحاء ليس بهم مرض ولا علة، ويتقلبون في أمن ورغد عيشٍ، ومع ذلك يتخلفون عن الصلاة؟

أمَا يتذكر المتخلفون عن صلاة الفجر قول الله تعالى:{أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 97 – 99]، هذه النعم لا تدوم بكفران المنعِم جل وعلا، والإعراض عن طاعته، بل دوامها بشكرها وطاعة مُولِيها، والمتفضل بها، والمحافظة على أعظم أركان هذا الدين.  

يا من تنام عن صلاة الفجر، ماذا أعددت لما بعد الموت؟ هل نسيت الأحداث والأهوال بعد الموت؟ هل تعلم ماذا ستكون أمنياتك حين تغادر هذه الدنيا؟