لا بأس من صبغ الشعر بالميش ما لم يكن بالسواد، فلا فرق بينه وبين الصبغ العادي المهم ألا يكون بالسواد -مالم تكن زوجة وتفعل ذلك من أجل أن تتزين لزوجها- كما يشترط أيضا في جواز استخدامه ألا يسبب ضرراً لأنه قد قيل: إنه يؤدي إلى تساقط الشعر، فإن كان كذلك فالأولى اجتنابه.  وأن لا يكون فيه غش ولا تدليس.

حكم صبغ الشعر بالميش:

صبغ الشعر بالميش اختلف العلماء فيه بين مجيز ومانع ، نظرا إلى أنه في إجراء المرأة لهذا اللون من التزين تقليد للنساء المجتمعات غير الإسلامية، علاوة على الضرر الذي به إن تحقق وجود الضرر.

يقول الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله تعالى -: لا نعلم مانعًا من ذلك إذا كان لا يصبغ سوادًا، أما إذا كان يصبغ سوادًا؛ فلا يجوز؛ لأن النبي  قال: غيروا هذا الشيب، وجنبوه السواد فإذا كان هذا الميش يصبغ حمرة، أو صفرة؛ فلا حرج في ذلك، إذا كان طاهرًا ليس فيه نجاسة، وليس من المخدرات، ولا المسكرات؛ فلا بأس في ذلك، إذا كان شيئًا طيبًا طهورًا، لا حرج فيه، ولا محظور فيه، ولا نجاسة فيه؛ فلا بأس.

حكم وضوء من صبغت شعرها بالميش:

إذا كان له جُرم يمنع من وصول الماء للشعر فحكمه حكم ( المانوكير) فيجب إزالته قبل الوضوء .

يقول الشيخ خالد بن عبد الله الخليوي ـ من علماء السعودية :
أمَّا بالنسبة لوضع (الميش) على الشعر، فننصح بعدم استخدامه؛ لا لأنه يمنع وصول الماء، فهو لا يمنعه، بل لما يتضمَّنه من التقليد للمجتمعات غير الإسلامية .

ويقول الدكتور وهبة الزحيلي-رحمه الله تعالى- أستاذ الشريعة بجامعات سورية :
سألت من قديمٍ أهل الاختصاص عن الميش‏،‏ فقالوا‏:‏ إنه يحرق الشعر ويلوِّنه‏،‏ ولا يترتب عليه إلصاق مادة عازلة للماء عن الشعر‏،‏ وحينئذ يصح الاغتسال‏،‏ والمسح عليه في الوضوء‏،‏ وهو دواء كيماوي طاهر‏،‏ ولا إشكال فيه‏.‏أهـ

ويقول فضيلة الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع ـ عضو هيئة كبار العلماء ـ السعودية :
لا يخفى أن من شروط الوضوء: إزالة ما يمنع وصول الماء إلى البشرة، فإذا كان هذا الصبغ المسمى الميش فيه مادة تغلف الشعرة، بحيث لا يصل إليها الماء في الاغتسال أو المسح على الرأس في الوضوء، فهذا غير جائز لأنه يمنع من استكمال الطهارة، حكمه في ذلك حكم طلاء أظفار الأصابع بما يسمى المناكير، أما إذا كان لا يغلف الشعرة وإنما يصبغها فقط كالحناء، فلا يظهر لي بأس في جوازه وصحة الوضوء.